
رغم قصر عمره الا ان المهام والمنجزات التي حققها مركز الهادي (عليه السلام) لاعتلال العضلات والاعصاب التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة تشعبت وتنوعت، فقد اكمل الى الآن (6) حملات لحقن مادة "البوتوكس" باهظة الثمن مجانا لعدد كبير من مرضى الشلل الدماغي، والتشنجات العصبية المستعصية، والتشنجات العضلية غير المستجيبة للعلاج، كما استغل تلك الحملات في تنفيذ برنامج لتدريب اطباء عليها من داخل وخارج العراق، وكذلك يستمر بتدريب طلبة كلية التأهيل في جامعة السبطين الدولية للعلوم الطبية، وقد نجح باستخدام تقنيات حديثة في علاج تقرحات القدم السكري، كما سجل ارتفاعا كبيرا في عدد المرضى الذين تشافوا في المركز.
حملات "البوتوكس"
وقال مدير المركز الدكتور "صالح سلمان الجابري" في تصريح خص به كالة نون الخبرية ان" المركز مستمر بتقديم الخدمات منذ افتتاحه الى الآن، وقد تمكنت ملاكاته بمختلف تخصصاتها من تقديم جهود كبيرة خلال الربع الاول من العام الجاري، حيث نظم المركز (6) حملات لحقن "البوتوكس" لاعداد كبيرة جدا، وحسب توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" قدمت جميعها مجانا لمرضى الشلل الدماغي، والتشنجات العصبية المستعصية، والتشنجات العضلية غير المستجيبة للعلاج، كما ان هناك مرضى تلقوا اكثر من حقنة في تلك الحملات مجانا رغم الكلف الباهظة المترتبة عليها، وتزامنت تلك الحملات مع دورات تدريبية على عمليات حقن "البوتوكس" اقامها المركز لاطباء من داخل وخارج العراق لتعميم الفائدة وايضا كانت تلك الدورات مجانية كونها تجربة نادرة ونحن المركز الوحيد في العراق الذي ينظم تلك الحملات والدورات التدريبية بشكل مجاني بالكامل والمادة التي تحقن جهزت من شركة كورية جنوبية عالمية ورصينة جدا في هذا المجال، كما تزامن معها اقامة درات وبرامج العلاج الطبيعي لهؤلاء المرضى، كون الدمج بين حملات حقن "البوتوكس" والعلاج الطبيعي يعطي نتائج رائعة جدا، لانه يعد علاج تكاملي يؤدي الى تحسن كبير جدا للحالات المرضية في المركز وهذا ما لاحظنا على حالات مرضية كثيرة تلقت العلاج لدينا بشكل دوري ومستمر وبشهادة المرضى، لان حقن "البوتوكس" يؤدي الى استرخاء العضلة ومنها تحتاج الى علاج طبيعي حتى تستديم عملية الاسترخاء ليتخلص المرضى من حالة التشنج المستعصية لفترات طويلة جدا، كما تتحسن حالاتهم النفسية ويقومون بممارسة نشاطاتهم الحيوية اليومية".
القدم السكري
واضاف "الجابري" ان" حالات تشافي كثيرة حصلت في علاج المرضى نتيجة الخبرة الكبيرة التي تراكمت لدى المعالجين الطبيعيين، وكذلك ادخال التقنيات الجديدة في العلاج الطبيعي، وابرزها مرضى السكري الذين يصابون بالتقرحات في اقدامهم بمساحة كبيرة، حيث استحدثنا في المركز عبر توظيف الاجهزة المتاحة، ومنها معالجة مريض كان التقرح بمساحة كبيرة بالقدم وحالته تعتبر ميؤوس منها، وبعد تطبيق برنامج العلاج عليه باستخدام التقنيات الحديثة، تشافى تدريجيا واصبحت منطقة العلاج صغيرة جدا"، كما أستمر المركز خلال الربع الاول من العام الجاري وحسب توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" بالتكامل بين مؤسسات العتبة المقدسة لتقديم افضل الخدمات بتدريب طلبة كلية اعادة التأهيل المكونة من ثلاث اقسم هي العلاج الوظيفي، والعلاج الفيزيائي، والنطق في جامعة السبطين الدولية للعلوم الطبية الذي جاء بناء على طلب جامعة طهران الدولية للعلوم الطبية في ايران، بعد اجراء توسعة آنية ومن ضمن الحلول المؤقتة بقاعتين جديدتين بمساحة اجمالية تصل الى (300) متر مربع على مساحة المركز الحالي في مدينة سيد الاوصياء للزائرين، وستساعدنا على استيعاب عدد اكبر من المرضى، وتقليل مدة انتظار المريض للمباشرة بالعلاج، وكذلك سيتم تقسيم العلاج الطبيعي من (3) وحدات الى (5) وحدات اساسية مثل العلاج الوظيفي، والنطق، والتمارين، والعلاج بالاجهزة، واجهزة الروبوت، وكل وحدة سيعمل عليها ملاك متمرس ومدير مشرف، وبرامج خاصة".
الخزعة والتحاليل الجينية
واشار الى ان" من الامور المهمة التي انجزت خلال الربع الاول من العام الجاري هو التعاقد مع اكثر من جهة متخصصة خارجية لاجراء التحاليل الجينية وعمليات خزع العضلات والاعصاب وقد بدأ العمل به مطلع هذا الاسبوع، بعد ان كنا في العام الماضي متعاقدين مع جهة واحدة فقط وكانت نتائج التحاليل والخزع تصل في مدة تتراوح بين (4 ــ 6) شهور، بينما تقلصت المدة الآن الى (6) اسابيع فقط، ومنها بدأنا باستقبال اعداد اكثر من السابق وما زالت العتبة الحسينية المقدسة تتحمل كلف هذه العمليات النوعية وباهظة الثمن، وكذلك لدينا توسع وخطوات اخرى سنعلن عنها لاحقا، علما ان بعض المؤسسات الطبية العالمية مثل المستشفى العالمي في بريطانيا الذي اقترح علينا ان نبعث عينات الدم وتجرى عليها التحاليل الجينية مجانا بشكل كامل، لكن حرصنا على المرضى دفعنا الى التعاقد مع جهات اخرى، لانهم اشترطوا الانتظار لمدة سنة كاملة للحصول على النتائج، وهو امر طويل الامد وهناك حالات مرضية لن تستفيد من هذا التأخير".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- كربلاء.. مركز الهادي للاعتلال يقيم الملتقى الأول للمشاركة في تقديم خدمات طبية بمعايير عالمية
- في العراق.. عمال النظافة يعتمدون على دعم الناس للاستمرار
- عواصف العراق الترابية.. أضرار تتطلب حلولاً طبية وبيئية