
ضمن خطط العتبة الحسينية العلمية تقترب جامعة الزهراء للبنات من تخريج اول دفعة من مترجمات لغة الاشارة بعد ان ادخلت اداره قسم التربية الخاصة (28) طالبة في منهاج علمي وعملي واشرف عليه اساتذة متخصصون في هذا المجال ضمن معايير هذه اللغة العالمية، وهي المرة الاولى في العراق التي تتصدى فيها جامعة خاصة للبنات بتدريس وتخريج هذا العدد من مترجمات لغة الاشارة.
خطوة رائدة
وقال عضو مجلس الادارة في المنظمة العربية لمترجمي لغة الاشارة الخبير باسم العطواني في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "ما موجود من عدد للطالبات النموذجيات لدراسة لغة الاشارة في جامعة الزهراء للبنات لا يوجد في اي جامعة عراقية، والسبب الرئيس يعود الى تطبيق قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب" وهو امر نفتخر به، فتقديم خدمة الى اشخاص لا يفقهون من لغة الاشارة شيء وتلقي عليها محاضرة بمعدل ثماني ساعات شهريا، وهو الحد الادنى حاليا من المحاضرات، ومع قلة المحاضرات انتجنا وكانت ثمرتنا الحصول على (28) مترجمة لغة اشارة للمستقبل"، مشيرا الى ان" رئيسة الجامعة الدكتورة "زينب الملا السلطاني" حرصت على تخريج (28) مترجمة لغة اشارة للثقة الكبيرة بإمكاناتنا كوننا اصحاب اختصاص، لكن الدور الاساس هو للطالبة التي يجب ان تكون لها فراسه، لان هناك فرق بين من يريد ان يصبح مترجم اشارة ومن يدرس لغرض النجاح فقط، وعلى الاستاذ التدريسي زرع حب المهنة في نفوس الطالبات لان حب المهنة يصنع الابداع وتجعلهن يتشبثن بالدرس والمادة والمهنة ويتمنين ان تكون المادة مستمرة ليأخذن جميع المعلومات الوافية عنها، لان الاساس في هذه المهنة هو العمل الانساني الخالص لوجه الله تعالى".
اقوال بحق المترجم
واضاف "العطواني" انه "يمكن في وقت ما لهذه الطالبة اذا تعلمت لغة الاشارة ان تلتقي بشخص اصم في مكان ما وقد تنقذه من مشكلة او مرض وتكون هي من يفهم اشاراته ويقضي حاجته وصارت خير عون للأصم، وكما ورد عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في ذكره لفئة الصم حيث قال" اسماع الاصم من غير تضجر صدقة هنيئة"، كما اوصانا المرجع الديني السيد "علي السيستاني" عند لقائنا به مع مجموعة من الصم بالتأكيد على نشر لغة الاشارة في المجتمع، وكذلك فإن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" شدد على ان يكون لدينا مدربين ومتدربين في لغة الاشارة، ورغم صعوبات ومعاناة البداية لكن اسلوب التدريس وطريقته والالتزام الصارم بالدرس وعدم المجاملة في الاخطاء صنعت المبدعين، فصار في بداية الامر ضغط على الطالبات في سبيل ان يتعلمن، اما الآن فاصبحت درجاتهن عالية ومتفوقات في الدرس".
منهاج علمي
واوضح ان "مناهج الدرس اعتمدنا فيها على حوالي (20) صفحة من قاموس لغة الاشارة الذي اصدرته العتبة الحسينية المقدسة، بعد تأليفه من قبلي ومجموعة من رؤساء جمعيات مترجمي لغة الاشارة في العراق، وكوني عضو مجلس ادارة في المنظمة العربية لمترجمي لغة الاشارة، ورئيس لجنة القبول والعضوية للمترجمين فلدينا الكثير من البحوث والدراسات والتوجيهات في موضوع لغة الاشارة واستخدمتها في مناهجنا"، مستدركا بالقول" لكن لغة الاشارة بالدرجة الاساس تعتمد على الدرس العملي كونها لغة اشارة وصفية، ورمزية، وصورية، ومنها اكملت المنهاج وساندني فيه دعم الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ورئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور "حيدر حمزة العابدي" ورئيسة الجامعة الدكتورة "زينب الملا السلطاني"، وقد حققنا منجزا سيعلن عنه بعد مدة وجيزة لا يتعدى شهرا واحدا، لنعلن عن تخريج (28) من مترجمات للغة الاشارة في العراق وهاويات لها وناجحات في درسها، وحسب امكانية كل طالبة على حدة، لان اساسيات لغة الاشارة هي الابجدية الهجائية، والارقام، والدول العربية، والمحافظات العراقية، والالوان والكلمات، وعند اخذ كلمات كثيرة ندخلها في جمل مثل ان نعلمهن كلمات " صباغ، ، ويعمل، وابني،" فنحولها الى جملة "ابني يعمل صباغ" وهنا تتحقق منفعة معرفة الكلمات والجملة بوقت واحد، ولنصنع الحوار بين الطالبات الدارسات، وعلى اقل تقدير نجعلها تمتلك القواعد الاولى وتعرف اللغة وتفهم الكلام وتستطيع ترجمته للأصم، كما تتمكن من ترجمة الحديث من التلفاز الى الاصم، لان المترجم المحترف يمتلك ثقافات كبيرة عن ما يدور في دول العالم ومسمياتهم وثقافاتهم وغيرها من الامور".
مستحدثات اللغة
وبين العطواني ان "قربنا من الدول العربية وكوني عضو في منظمتها لمترجمي الاشارة وفيها مستجدات بين الحين والآخر ومثال ذلك ان الاشارة كانت ترمز اعضاء الاسرة كلا على حدة "الاب، والام، والاخ، والاخت"، بينما اختصرت الآن بكلمة "الاسرة"، وكذلك عندما يتبدل رئيس دولة بتغير الكلمة التي تصفه، مثلما حصل لدينا في العراق من تولي "حيدر العبادي" وعادل عبد المهدي" ومصطفى الكاظمي" لرئاسة الوزراء فتتغير الاشارة التي تصف الشخص لكن اشارة المنصب كرئيس وزراء تبقى ثابتة، ولن نقف عند هذا الحد، وننتظر ما سيخطط له القسم ورئاسة الجامعة مستقبلا، حيث نقترح زيادة عدد الطالبات وتشجيع الطالبات للانضمام الى هذا التخصص الانساني والترويج له وتقديم تسهيلات ومحفزات للطالبات، ومنها نستطيع تخريج اعداد اكثر في المستقبل، حيث لا توجد احصائية دقيقة للصم في العراق، ولدينا اعداد تخمينية منها في اقليم كردستان (50) الف اصم، وباقي المحافظات في العراق قد يصل عددهم الى (150) الف اصم".
حرص مشترك
من جانبها اكدت رئيسة قسم التربية الخاصة بكلية التربية في جامعة الزهراء للبنات الدكتورة ريهام حسين في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "فكرة استحداث قسم التربية الخاصة في الجامعة ظهر من حرص ادارة الجامعة العليا بوجود ارتباط بين الجامعة ومؤسسات العتبة الحسينية المقدسة، وتطبيقا لتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة بزيادة الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع الكربلائي خصوصا والعراقي عموما، وكانت هناك مؤسسات عدة افتتحتها العتبة الحسينية لخدمة هذه الفئات المهمة الموجودة في المجتمع حرصا منها على اندماج هذه الفئة مع المجتمع في جميع المجالات وهو حق مكتسب لهم في الحياة مثل اي شخص آخر، ومنه اوصت رئيسة الجامعة الدكتورة "زينب الملا السلطاني" باستحداث هذا القسم لاعداد خريجين مؤهلين للعمل في المؤسسات المعنية بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، كما يحرص القسم على بناء شخصية الطالب داخل القسم وباقي اقسام وكليات الجامعة، لذلك يعمد اضافة الى المناهج العلمية المختلفة بذوي الاحتياجات الخاصة على زيادة معرفة وتطوير شخصية الطالبة وامدادها بالعديدة من المهارات وتنمية وتطوير الوعي الثقافي والادراك لدى الطالبات، ولدينا حاليا مرحلتين ونحرص على تطوير الطالبة وتقديمها كخريجة على اعلى مستوى من العلمية والوعي تجعلها قادرة على التعامل مع هذه وتوصيل حقوقها وتوعية شرائح المجتمع المختلفة بضرورة تقبل هذه الفئة واستيعابها في جميع المجالات المتاحة وفي الحياة العامة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- استجابة لما نشرته وكالة نون.. محافظ كربلاء يوعز بشمول شارع "الحر الصغير" بالتطوير الحضاري (صور)
- حرائق واسعة تجتاح "مستوطنات إسرائيلية" قرب القدس (صور)
- ترافقها مدرعات أميركية.. نحو 900 من عوائل داعش تغادر "مخيم الهول" باتجاه العراق (صور)