عقد مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، الجمعة، الملتقى الاول للمشاركة في تقديم خدمات طبية بمعايير عالمية، بحضور مجموعة من الاطباء المختصين في عدد من التخصصات الطبية المعنية بعمل المركز من محافظات الفرات الاوسط، وشهد الملتقى شرحا وافيا عن خدمات المركز وامكاناته وخططه المستقبلية، واستمع الى مداخلات ومقترحات اخذت بنظر الاعتبار.

وقال رئيس المركز الدكتور صالح سلمان الجابري في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان "المركز نظم الملتقى العلمي الاول من نوعه لغرض البحث عن كيفية الارتقاء بالخدمة الطبية المقدمة للمرضى، وقد انبثقت فكرة اقامة هذا الملتقى من اجل تطبيق رؤية العتبة الحسينية المقدسة القائمة على أمرين الاول هو ان مؤسسات العتبة الحسينية وكما نوه المتولي الشرعي الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" في اكثر من مناسبة هي ليست بديلا عن مؤسسات الدولة بل هي عون وسند وعضد لها، ونحن ندرك تماما ان نجاح هذه المؤسسات لا يتحقق الا بالتعاون بين مؤسسات العتبة الحسينية المقدسة والمؤسسات الحكومية، ومنها كانت الدعوة لحضور الملتقى لاطبائنا من مختلف مؤسسات محافظات الفرات الاوسط الحكومية مثل بابل، والقادسية، والنجف الاشرف، وكربلاء كخطوة اولى وبعد ذلك سننطلق باتجاه المحافظات الاخرى، وتم الاختيار بعناية من جميع التخصصات الطبية التي لها علاقة بتخصص الاضطرابات العضلية".

وبين ان "الامر الثاني هو تقديم خدمات طبية صحية بمعايير عالمية بشكل مجاني او بأسعار تكاد تكون رمزية، ولهذا نحن ندرك تماما ان التعاون مع اطبائنا في مختلف التخصصات الطبية ذات العلاقة مثل الجملة العصبية للاطفال والكبار، والباطنية، وأخصائيي الاطفال، والعظام والكسور، والصرع، وجميعها من الممكن ان تخلق بيئة يمكن من خلالها ان نقدم افضل خدمة للمريض الذي يعتبر هو الهدف من انشاء جميع تلك المؤسسات الصحية"، لاسيما ان "الجميع يعرف طبيعة وقيمة الخدمات التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة، وهذا الملتقى يمثل خطوة مضى بها مركز الهادي كجزء من خطة كبيرة تشمل مجموعة من المؤتمرات التي ستنضم داخل العراق، والمؤتمرات التي سيشارك بها المركز خارج العراق، وقد وضعت خطة لهذا العام لحوالي (5 ــ 6) مؤتمرات خارجية سيشارك بها المركز في النمسا، وسيريلانكا، و"كورس الاعصاب" في العاصمة الفرنسية باريس، ومؤتمر "الاعصاب الطرفية " في العاصمة الاسكتلندية ادنبرة، ورغم انه ضغط كبير علينا الا اننا سنجتهد مع ملاكاتنا للحصول على تلك المعلومات لتقديم افضل الخدمات لمرضانا"، لافتا الى ان "الغاية من اقامة الملتقى تعريف المرضى والاطباء الآخرين بالمركز وطبيعة خدماته المتاحة في مركز متكامل الخدمة، وفيه اطباء عراقيين وخبراء عرب واجانب يقدمون الاستشارة الطبية، وكذلك أخصائيي العلاج الطبيعي لان تلاقح الافكار بين الطبيب المختص والمعالج امر مهم من اجل رسم الخطة العلاجية المناسبة، وايضا توفير جميع الاجهزة التي يحتاجها المريض الذي يمكنه الحصول على خطة علاجية متكاملة داخل المركز ولا يحتاج الى التنقل بين المراكز، ونريد ان تصل هذه الفكرة والصورة لجميع الاطباء الذين لم تصل الصورة واضحة عن طبيعة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة في المركز لكثير منهم".

واوضح الجابري ان "الجانب الآخر سوف نطرح اهم الحالات المرضية التي يتم علاجها في المركز، وبعدها سنتحدث عن مشروع الميثاق الوطني ومسؤولية الجميع من المركز والعيادات الخاصة في بناء قاعدة معلومات حقيقية لتكون النافذة للانطلاق نحو العالمية، ومن اجل استحصال العلاجات الجينية باهظة الكلفة وعن طريق هذه القاعدة يمكن التفاوض مع شركات تصنيع الدواء العالمية لتوفير العلاج بشكل مجاني، ولإيجاد آلية عمل وتعاون مناسبة للاطباء والمركز، ونريد ان نقول للطبيب نحن سنكون الداعمين والمتعاونين وحلقة الوصل بينك وبين العالم وشركات الادوية التي توفر علاج مرضاك".

من جانبها اكدت أخصائية الطب النفسي الدكتورة نور عماد جاجان في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "الجهود التي تخطو بها العتبة الحسينية المقدسة وفق المنظار الطبي تعتبر جهود بديعة توزاي العالمية، وهي تشكل حافز لنا كأطباء لتحقيق الامور التي كنا نقرأ عنها او نشاهدها في المؤتمرات الخارجية، والملفت للنظر ان الموضوع يبدأ بطريقة مؤسساتية متكاملة بعمل فرق متجانسة ومتلاحمة للحصول على افضل جودة، ورعاية، واحسن خدمة للمريض، وهي رؤية مؤسساتية ابوية تميزت بها العتبة الحسينية المقدسة من بين باقي القطاعات الخاصة التي نشاهدها في بلدان عدة وفي بلدنا العراق، وعقد مثل هذا الملتقى يوسع عند الاطباء الآفاق ونشارك في المقترحات والرؤى من اكثر من مختص وطريقة وتجربة بحكم تعاملنا مع المرضى، والجميع يتحدث منطلقا من العلم الذي يمتلكه، وهو يعطي رؤية متكاملة لتقديم اجود وافضل خدمة وعناية طبية للمرضى، وقد انبهرت بما موجود في مركز الهادي من اجهزة ومعدات حديثة ومتطورة لعلاج المرضى وعلمت الى اين وصلنا، لا سيما في طريقة الفحص الجيني وتسجيل الحالات وسحب العينات والخرع من الاعصاب والعضلات التي شهدت تطورا كبيرا على غرار ما موجود في بلدان اخرى، ما يعطينا دفعة من الامل والتفاؤل ويحثنا الى الاجتهاد اكثر في سبيل نواكب هذا التطور ونحصد ثمار ما زرعناه".

اما الاختصاصي الدقيق في كلية الاطفال الدكتور قحطان العبيدي فبين في تصريح خص به وكالة نون الخبرية اننا "وجدنا استراتيجية ورؤيا كبيرة لدى المركز للتواصل مع التخصصات الطبية الاخرى في سبيل تطوير العمل، ووجدنا الصدر الرحب في استقبال الافكار والرؤى من قبل الاطباء المختصين، ومركز الهادي يعتبر من المراكز الجميلة جدا والمتطورة والذي يقدم خدمات جليلة وكبيرة لشريحة مهمة قد تكون مهملة في المجتمع، وتولدت لنا رؤية ووعي عن كيفية تحويل المرضى على هذا المركز، وبما ان الجميع يعلم ان المراكز والمؤسسات التي انشأتها العتبة الحسينية المقدسة هي مؤسسات غير ربحية، فوجدنا في المركز الاسعار المناسبة جدا والتنافسية مع باقي المراكز الاخرى، وهو عنصر مهم لاستقطاب المرضى لهذا المركز المتطور، وان وجود مثل تلك الاجهزة والمعدات المتطورة في هذا المركز لا تشكل خطوة اولى بل قفزة متطورة وستقدم خدمات كبيرة توفر الجهد والوقت في علاج المرضى وتغنيهم عن السفر الى خارج العراق".

فيما اشار رئيس فرع التشريح في كلية الطب بجامعة وارث الانبياء الدكتور طالب جواد كاظم في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "هذه اللقاءات تساعد كثيرا في تواصل المعلومات والخبرة، ولان علم الطب ووسائله متجددة والابتكارات والفكر الطبي لدى كثير من البشر يختلف من انسان الى آخر مثل اي مهنة اخرى، وفيه جانب ذكاء في البشر وهو يختلف من انسان لآخر، وعند اجتماع مجموعة من البشر كلا ضمن مهنة عانى او مر بحالات معينة وهي تجارب متعددة كلا تعامل بها حسب علمه وخبرته وسيطرحها في اجتماع المجموعة، وبالمحصلة تتجسد في مثل هذا الملتقى الذي نظمه مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب، وفي هذا الملتقى طرحت ثلاث مقترحات لتطوير عمل المركز وهي مقترحات ستأخذ بنظر الاعتبار، وهنا وفرنا خبرات لكثير من الاطباء صادقين تعاملهم وطرحهم، ليفيدوا المجتمع بعلمهم لان "زكاة العلم نشره".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة