
بحضور رسمي وتخصصي اقامت هيئة التعليم التقني في العتبة الحسينية المقدسة الملتقى والمعرض السنوي الاول لدعم وتطوير التعليم المهني في العراق، برعاية نائب الامين العام للعتبة الحسينية السيد "محمـد بحر العلوم، ورئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس محافظة كربلاء "انور اليساري"، ووفد من وزارة التربية ضم معاون مدير عام التعليم المهني "احمد المعموري"، ومدير الاشراف والتطوير "عدنان الساعدي"، وجمع من ادارات ومنتسبي وطلبة الاعداديات المهنية في محافظة كربلاء المقدسة.
وقال رئيس هيئة التعليم التقني الدكتور "عباس كاظم الدعمي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الهيئة تستشعر بعمق اهمية دور التعليم المهني في تعزيز الجوانب الابتكارية والابداعية، كما نستشعر ان المستقبل القادم هو لفئة الشباب المبدعين والمبتكرين، ونلمس ان هناك نوع من الاهمال لهذه الفئة وهذا التخصص المهني، وما نراه في العالم ان الذي يقود عجلات الانتاج والاقتصاد المعرفي هم المهنيون والتقنيون الذين يمتلكون مستوى عالي من الذكاء والتكنولوجيا، وبعد ان اصبحت اعدادية الثقلين المهنية للبنات واقعا ملموسا والتي تعتمد في دراستها على مناهج وبرامج وزارة التربية، وسوق العمل خصوصا في الجانب المهني الذي يتطور بسرعة قوية جدا، وتغيراته كثيرة وكبيرة جدا، والبقاء فيه والاستحواذ على حصة كبيرة فيه لمن هو اكثر تقنية ومهنية وذكاء، ولا يوجد تقصير لدى شبابنا، ونحن استحدثنا الاعدادية وبدأ العمل بها ولدينا الرغبة والطموح على ادخال برامج اثرائية"، اضافة الى "البرامج المعتمدة وفق ما موجود في سوق العمل واستجابة لتطوراته، وهذا المعرض يأتي على هامش دعم هذه البيئة، وتوفير الاجواء المناسبة، وعقد شراكات مع المدارس المهنية المشاركة من محافظة كربلاء المقدسة التي يبلغ عددها (14) مدرسة للبنين والبنات، اضافة الى اعدادية الثقلين وهو جزء من اهتمام المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وتأكيده على هذا الجانب وتعزيزه، ونحاول ان نوفر البيئة الملائمة لنجاحه من خلال توفير الورش، والمعامل، والقاعات، ووسائل وامكنة التدريب والتطبيق، والعتبة الحسينية المقدسة تمتلك الكثير من المعامل، والمصانع، والمؤسسات والشركات الرائدة التي تمنح الفرصة لهؤلاء الطلبة بتطبيق نتاجاتهم وابداعاتهم المهنية والعملية".
واضاف "الدعمي" ان" نظام العمل في الهيئة لاستهداف دورة (TPT) مدته خمس سنوات تشمل البدء بالتعليم، والتدريب، والتأهيل، والتوظيف، ابتداء من الاعمار الصغيرة في رياض الاطفال وانتهاءً بطلبة الجامعة، من خلال وجود تشكيلات خاصة في هذه الهيئة، مثل مدارس نظام (STEM) التي تعنى بتدريس الطلبة الصغار على برامج الهندسة، والحاسوب، والرياضيات، وبعدها المدارس الثانوية المهنية، وايضا ممكن تكون هناك متوسطات مهنية اضافة الى الجامعات التقنية، ومعها ايضا مركز التأهيل الذي يبدأ بتأهيل الطالب ويدربه بعد الجامعة على ما يحدث من تطورات في سوق العمل اذا ما فاتته ان يدرسها في الثانوية او الجامعة، ووجدنا استجابة ممتازة من الاعدادية المهنية في كربلاء على المشاركة في هذا المعرض، ولمسنا الفرحة على وجوههم مغتنمين الفرصة التي وفرتها لهم العتبة الحسينية المقدسة، واليوم جمعنا المدارس المهنية على مستوى كربلاء وطموحنا ان نخرج على مستوى العراق والعالم لتلاقح الافكار والطروحات والابتكارات والابداعات مع بعضها البعض، ومنها يمكن ان نرى ابداعات متعددة ونوعية، كما نحاول ان نجمعهم مع الشركات والمؤسسات الاخرى الرائدة العامة والخاصة في العراق لتوفير فرصة رعاية من تلك الشركات لبعض المشاريع وتدعمها وبنفس الوقت تستفاد هي من التسويق والانتاج".
من جانبه اكد رئيس قسم الميكانيك في اعدادية الحسين الصناعية "قاسم حسين محمـد" بتصريح لوكالة نون الخبرية ان" هذا التجمع للمدارس المهنية بصورة عامة الغرض منه التعرف على ابداعات ونتاجات الطلبة من المشاريع والابتكارات الجديدة حتى يواكب التطور الموجود في العصر، وبإمكاننا ان نجمع بين انتاج قطع صناعية بسبب توقف المعامل، واعادة تدوير بعض المواد المستهلكة ونحولها الى قطع فنية واستغلالها بشكل امثل"، مبينا ان" الكثير من الدول اعادة تدوير مواد المخلفات من مادة تالفة الى تحف فيها روح مثل الصين والهند التي تمتلك مدن بأكملها لهذه الصناعات اطلعنا عليها خلال زيارات قمنا بها، اما الابتكارات فان الجمع بين المدارس المهنية تعلم الطالب على كيفية انشاء المشروع الخاص به والغرض منه وخلق حالة التنافس بين المدارس لرفع حالة الابداع في جميع الاقسام، كما لدينا في الصف الثالث ضمن المنهاج الدراسي مشروع بحث التخرج الذي يلزم الطالب كما هو معمول به في الجامعات والاعداديات، وهو مشروع يجب ان يواكب الزمن الذي نعيش فيه، فيلزم الطالب او الاستاذ المشرف عليه باختيار موضوع المشروع".
اما رئيسة قسم الشبكات في اعدادية نينوى المهنية المهندسة "سما ابراهيم الحمداني" فقالت لوكالة نون الخبرية ان" هذا المعرض هو فخر لنا وفيه استقطاب للطاقات الشبابية وخلال عامين تمكنا من استقطاب اي طالب متلكأ في دراسته الاعدادية والاكاديمية والمهنية، ما ادى الى زيادة النشاطات المهنية في كربلاء المقدسة، ووجدنا ان لدى الطلبة خبرات وحماس وميول للدروس العملية وطاقات علمنا ان اغلبهم يعملون في مهن حرة ومستمرين بالدراسة، وبحكم وجود ملاكات تدريسية من حملة الماجستير والدكتوراه في قسم الشبكات، ولكون الدرس النظري بعيد عن العمل ولا يوجد تواصل بينهما، فوجدنا خلال ساعات الدرس العملي الكثيرة ان لدى الطلبة افكار ومقترحات كثيرة عند طرح اي مشروع نريد تنفيذه، ولمسنا ان لديهم الفكرة وتحتاج الى وضعها على الطريق الصحيح عبر البرامج المتطورة، ويسألون كثيرا عن الكهرباء والشبكات ويحملون افكارا تمثل طفرة وتختلف عن الاجيال القديمة"، مشيرة الى ان" اسناد العتبة الحسينية لعمل تلك المدارس وطلبتها في اقامة مثل هذا المعرض لطلبة واساتذة المدارس المهنية يؤدي الى اصلاح الشاب العراقي وتحويل الطالب من غير منتج الى منتج ومبدع ومتحضر وابعاده عن البيئة السيئة، وكذلك توفير الدولة لفرصة للطلبة من خلال قبول من يحصل على معدل (70) بالمئة في السادس الاعدادي المهني في الدراسة بكليات الهندسة اعطاهم حافزا كبيرا للنجاح، وهو ما ادى الى حصول (4) من طلبة الاعدادية على المراكز الاولى والتحاقهم بكلية الهندسة في جامعة النهرين للمرة الاولى".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- كربلاء.. مركز الهادي للاعتلال يقيم الملتقى الأول للمشاركة في تقديم خدمات طبية بمعايير عالمية
- في موسمها الدراسي الاول.. اعدادية الثقلين المهنية للبنات في كربلاء .. منهاج تربوي بطراز جامعي
- بدعم كبير من العتبة الحسينية.. متحف "الذاكرة البصرية" سيفتتح في كربلاء بـ(4500) كاميرا قديمة ومعداتها(مصور)