في مثل هذه الايام افتتحت العتبة الحسينية المقدسة اكاديمية الثقلين لعلاج التوحد واضطرابات النمو واحدة من اكاديميتين شيدتهما لاهالي محافظة البصرة لاستقبال اكبر عدد ممكن من الاطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وتمكنت ادارة وملاكات الاكاديمية من تحقيق انجازات كثيرة خلال عام واحد فقط من عملها، حيث استقبلت حوالي (4000) طفل ودربت عائلاتهم على التعامل مع اطفالهم ووفرت اطباء متخصصين وعيادات استشارية وانفقت خلال عام كامل على علاج جميع الاطفال المجاني قرابة مليار دينار عراقي.

وقال مدير الاكاديمية الدكتور "زامل العريبي" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" السنة التي مضت من عمل الاكاديمية كانت سنة خير بعد ان استقبلنا عدد كبير من الاطفال وصل الى (4000) طفل مستفيد، وكان استقبالهم على وجبات وتميزت الوجبات الاولى منهم بنتائج جيدة ومشجعة، وتمكنت ملاكات الاكاديمية بتخريج الدفعة الاولى من الاطفال بعد ان حصلوا على العلاج والتأهيل واصبحوا مؤهلين لممارسة حياتهم الاجتماعية والاكاديمية، وكانت الدفعة الاولى (15) طفل، واليوم تخرج لدينا (10) اطفال في حفل مرور سنة على افتتاح الاكاديمية، واصبحوا مندمجين اجتماعيا ومنها يستطيعون دخول رياض الاطفال والمدرسة الابتدائية والتآلف مع زملائهم والحصول على جميع المهارات الضرورية لحياته"، مبينا ان" السنة التي كانت التكاليف فيها مجانية وامر بها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" كانت ضرورية جدا، بعد ان استقبلنا اطفال عائلات متعففة لم تجد مكان آخر للعلاج، وما زالوا مستمرين معنا ومشمولين بالمنح التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة للعائلات المتعففة ونتائجهم جيدة جدا، حيث وصل حجم الانفاق الكلي للسنة المجانية بحدود "مليار" دينار عراقي، منها كلف الخدمات من يوم افتتاح الاكاديمية في العشرين من شهر آيار من العام الماضي (2024) ولغاية الثلاثين من نيسان الماضي التي وصلت الى (874) مليون و(561) الف، مع كلف الملاكات الاجنبية العراقيات ليصل المبلغ الى "مليار" دينار عراقي".

واضاف ان" الاكاديمية وفرت اطباء متخصصين في الاستشارية واحدهم استقطب من اميركا وهو الدكتور "مرتضى"، بعد ان كان عدد المدربين والمعلمين قليل ولا يتناسب مع حجم الضغوطات في العمل، وقد وفرت العتبة الحسينية وهيئة الصحة طبيب تخصص دقيق بالتوحد واضطرابات النمو، مع العلم ان هناك شحة بهذا التخصص في العراق وعددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة، واصبح لدينا (3) اطباء في الاكاديمية، كما زاد عدد المعالجين بعد اعداد مجموعة من خريجي علم النفس والارشاد التربوي، كما تمكنت الاكاديمية من اضافة ثلاث فعاليات لم تكن متوفرة خلال افتتاحها مثل "مختبر الحاسوب" الذي يعتبر اول تجربة تقرب طفل التوحد الى التكنولوجيا بشكل صحيح وباستخدام امثل لها، (حيث المبدأ يشير الى التأثير السلبي للتكنولوجيا على الطفل المتوحد)، وكذلك ادخلنا فقرة المسرح الذي جعلنا الطفل مساهم فيه ويخرج الطاقات التي توجد لديه، وشاهدنا طاقات وابداعات من الاطفال، كما ادخلنا فقرة "المكتبة" وساعاتها العملية المهمة، بالاضافة الى المدينة التخيلية التي تنمي خيال الطفال التي تعتبر حياة عملية مصغرة تعلم الطفل كيف يمارس حياته ويتعامل مع الحلاق، والطبيب، والمسجد، وشرطي المرور، لان كل الاطفال لديهم الذكاء وعلينا توجيهه نحو ممارسة الحياة وما يواجهه فيها".

واوضح ان" العائلة تقوم بدور فعال كون اغلب الوقت يقضيه الطفل معها يوميا، لذلك جعلنا العائلات تأتي الى الاكاديمية لتلقي تدريبات على التعامل مع المتوحد من جهة ومشاهدة الطريقة التي نتعامل بها مع الاطفال حتى يتوحد التعامل مع الطفل، وتوجد حلقة تواصل يومي مستمر عبر الاتصالات الهاتفية بين المدربين والمعالجين مع العائلات، كما نرسل مقاطع فيديوية الى عائلات الاطفال عن المراحل التي وصل لها ابنائهم ووجوب اخذ الفصل المحدد في بروتوكولات التدريب والتعليم الذي يتم وفق معايير دولية معتمدة لدينا وهو امر فعال ومهم جدا ويقلل مدة تعافي ولدهم وعودته للحياة العملية، ولم نكن نتوقع اقبال هذه الاعداد الكبيرة من الاطفال لكن التوحد اصبح من أمراض العصر بسبب تغير الحياة ودخول التكنولوجيا، ووفرنا لهم العيادات الاستشارية وفحص المرضى ويقيمون وفقا لتقييم عالمي وفحص للذكاء والفعاليات الحيوية للطفل وتحدد عبرها للطفل اما جلسات يومية مثلا يحضر للجلسة الفردية يوم واحد اسبوعيا او اكثر حسب حالة الطفل، او الانتظام بالدوام اليومي من الثامنة صباحا الى الثانية ظهرا، وهؤلاء يخضعون لبرامج تدريبية ويقسمون حسب شدة المرض، ما اضطرنا الى جعل الدوام بوجبتين صباحية ومسائية لثلاثة ايام في الاسبوع ونعمل على جعله في جميع ايام الاسبوع بعد توفير الملاكات، بسبب الضغط على مراجعة الاكاديمية والانتظام فيها".

قاسم الحلفي ــ البصرة