
بقلم: باقر جبر الزبيدي
واحدة من أهم أسباب تغاضي الدول الغربية عن التاريخ الأسود للجولاني ودعمه كرئيس لسوريا هو دوره بالإطاحة بقادة تنظيم داعش, أبو بكر البغدادي وخليفته أبو إبراهيم القرشي.
البغدادي قتل في الريف الشمالي لمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا والقرشي قتل في درعا في جنوب سوريا وكان أنصار الجولاني وفصائله يسطرون على كلتا المدينتين والعديد من التقارير تشير إلى أن تعاون الجولاني مع الأمريكان بدأ منذ إطلاق سراحه من سجن بوكا.
الجولاني الذي بايع أبو بكر وتخلى عن بيعة القرشي ظل يحتفظ بعلاقات قوية مع كبار قادة داعش وساعد عدد منهم على التنقل بين عدد من المحافظات السورية وتحت حماية جبهة النصرة التي يقودها وعدد كبير منهم لا زال يمارس نشاطه بحرية وبدون أي تماس مع فصائل الجولاني.
الجولاني يحاول الآن التخلص من بعض القيادات لأنها تمتلك أدلة على تورطه بعمليات قتل طالت مواطنين أجانب وهو ماسوف يعكر صفو علاقته بالغرب كما أن هذه القيادات لاتعترف بقرارات الجولاني وهي تمتلك قاعدة شعبية خصوصا في ريف درعا الذي من المتوقع أن يشهد عددا من الأحداث الأمنية.
تاريخ التنظيمات الإرهابية يشير إلى أن الانشقاقات هي من ساهمت في القضاء على أغلبها ووجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب خصوصا من القيادات سوف يسرع في عملية الصدام مع الجولاني.
الدول الغربية تحاول أن تضغط أكثر على الجولاني وشاهدنا كيف كان استقبال الجولاني المخزي في فرنسا وهي رسالة على أن هذه الدول ستبقى على نظرتها لنظام الجولاني إلى أن ينفذ كافة مطالبها.
شكل الصراع في سوريا سيكون معقدا بنسبة كبيرة خصوصا مع توقع الصدام بين الجماعات الإرهابية هناك ووجود عدد من الدول التي ترغب أن ينتقل الإرهاب إلى دول أخرى.