
وسط ترتيبات مكثفة وتأمين رفيع المستوى، تنطلق في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أعمال الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية بمشاركة 22 دولة عربية.
وتأتي هذه القمة محملة بملفات ساخنة، في مقدمتها تطورات الأوضاع في المنطقة، ومطالبات عربية بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، كما تناقش قمة بغداد، المتغيرات التي فرضت نفسها في بعض دول المنطقة مثل، والسودان، إلى جانب ملفات الطاقة والأمن الغذائي والمائي.
ويرى العراق في استضافة القمة، فرصة لتثبيت حضوره السياسي عربيا، وتقديم نفسه كأرض حوار وجسر تواصل بين الأطراف المتنازعة، كما يسعى إلى نقل صورة جديدة عن استقراره الداخلي، وتعزيز دوره في صياغة التوازنات الإقليمية.
وعلى الرغم من أن العراق وجه دعوات رسمية لمعظم قادة الدول العربية، إلا أن الغالبية فّضلت الاكتفاء بتمثيل وزاري، حيث تأكد حتى الآن غياب 8 قادة عن القمة، وهم: (سوريا، البحرين، الكويت، الجزائر، لبنان، تونس، الأردن، السعودية)، فيما لبى عدد قليل من الرؤساء الدعوة شخصيا، آخرهما وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد.
وعلى صعيد التمثيل الدولي، شهدت بغداد وصول شخصيات بارزة في مقدمتها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أكد دعم المنظمة الأممية لجهود الاستقرار في المنطقة.
وحضر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، المعروف بمواقفه المناهضة للسياسات الإسرائيلية، خصوًصا بعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين في وقت سابق هذا العام، ما عكس اهتماًما إسبانيا متزايًدا بالقضايا العربية.
وبحسب برنامج عمل القمة، يبدأ جدول الأعمال من الساعة العاشرة صباحًا بوصول القادة العرب ورؤساء الوفود، تليها مراسم التقاط الصورة التذكارية، ثم تعقد الجلسة الافتتاحية العلنية في تمام الساعة 11:00 صباحًا، والتي ستتضمن، كلمة العراق بصفته رئيس الدورة الحالية، وذلك سيكون عقب تسلمه الرئاسة من ملك مملكة البحرين.
بالإضافة إلى كلمات الأمين العام لجامعة الدول العربية، والقادة والزعماء المشاركين.
وعند الساعة 12:30 ظهراً، تعقد جلسة العمل المغلقة لاعتماد جدول الأعمال ومناقشة القرارات، ثم تُختتم الجلسات بجلسة ختامية علنية تتضمن إعلان بغداد، وكلمة ختامية من رئيس المؤتمر، بالإضافة إلى تحديد مكان انعقاد القمة المقبلة (الدورة 35).
ومن المقرر أن تقام مأدبة غداء رسمية في الساعة 13:30 ظهراً.
كما يشهد اليوم نفسه انعقاد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، حيث تبدأ الجلسة الافتتاحية في تمام الساعة 15:00، تليها جلسة العمل الأولى لاعتماد المشاريع والقرارات، وتختتم أعمال اليوم بمؤتمر لوزير الخارجية العراقي والأمين العام لجامعة الدول العربية في الساعة 18:00.
وخلال اليومين الماضيين توافدت الى بغداد وفود الدول العربية لحضور القمة، فيما نفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي انسحاب أي دولة عربية من القمة.
وكان الناطق باسم اللجنة الأمنية العليا لتأمين القمة العربية، العميد مقداد ميري، أكد عدم فرض أي حظر للتجوال في العاصمة بغداد قبل أو أثناء انعقاد القمة العربية المقررة في بغداد، بل تم منح دوائر الدولة عطلة يومي الخميس والسبت.
وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، إن بغداد تجمع اليوم الأشقاء من أجل صياغة رؤية استراتيجية للمستقبل، مشيرا إلى أن الرؤية الاستراتيجية تضمن الاستقرار والتكامل بين شعوب المنطقة”، كما لفت الى أن “القضية الفلسطينية ستكون محورية خلال القمة العربية.
كما قال وزير الخارجية فؤاد حسين، إن القمة العربية استثنائية بالنظر إلى التحديات التي يواجهها العالم العربي والمنطقة، مؤكدا أنهم متفائلون بنجاح قمة بغداد، بإمكانية اتخاذ قرارات مهمة خلالها.
وأضاف أن القمة تأتي في ظل استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة، فضلا عن الأزمات في ليبيا والسودان واليمن، والتغيرات الجارية في لبنان وسوريا التي لها تبعات مختلفة، إلى جانب المفاوضات الجارية بين أمريكا وإيران.
وكشفت الحكومة العراقية، أمس الجمعة، عن إعداد 18 مبادرة قالت إنها ستطرح على القمم الثلاث التي انعقدت في بغداد، وهي القمة العربية الاعتيادية، والقمة التنموية، وقمة آلية التعاون الثلاثي مع مصر والأردن.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، فقد جرى إقرار خمس مبادرات عراقية خلال الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب، تضمنت ملفات التعاون الأمني، ومكافحة الإرهاب والمخدرات، فيما توزعت المبادرات الثلاث عشرة المتبقية على الجوانب الاقتصادية.
ومن بين أبرز ما أعلن عنه، مبادرة تدعو إلى إنشاء صندوق عربي لإعمار غزة ولبنان، في خطوة تهدف إلى تعزيز دور العراق في الملفات الإنسانية والتنموية، وإبراز موقعه كفاعل إقليمي يسعى لتقديم حلول لا تقتصر على الجوانب السياسية فقط.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية”، وسط تطلعات عربية لرسم خارطة طريق مشتركة، تعالج التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة، وتعزز العمل العربي المشترك.
يشار إلى أن هذه القمة ستكون الأولى بعد نحو 13 عاماً من استضافة قمة 2012، ورابع قمة يستضيفها العراق، بعد قمم 1978 و1990 و2012، وتأتي وسط توترات إقليمية ودولية.
أقرأ ايضاً
- دون إلقاءه كلمة.. أمير قطر يغادر بغداد قبل انتهاء القمة العربية
- "أصبحوا تهديداً عابراً للحدود".. مجلس القيادة اليمنية يدعو من بغداد لـ"إسقاط مشروع الحوثيين وداعميهم"
- موجهاً رسائل لأمريكا وإسرائيل.. السيسي: تنعقد قمة بغداد في ظرف تاريخي غير مسبوق