
في شوارع كربلاء المقدسة، حيث الغبار يمتزج بعرق الكادحين، كان علي كاري يحمل أحجار البناء نهارًا وأثقال الحديد ليلًا. لم تكن طموحاته مقيدة بظروفه الصعبة، بل حوّلها إلى سلالم يصعد بها نحو المنصات. اليوم، بعد تتويجه بالمركز الثالث على مستوى العراق وتأهله لبطولة آسيا، يحكي لوكالة نون الخبربة كيف صنع من التحدي قصة نجاح تُلهم الشباب.
البداية: بين المطرقة والسندان
"كنت أبدأ يومي قبل شروق الشمس في موقع البناء، وأنهيه في صالة التدريب"، بهذه الكلمات يلخص "فلان" سنواته الأولى. التحدي الأكبر كان إدارة الوقت والطاقة: "أحيانًا كنت أصل للتدريب منهكًا، لكن حلمي كان أقوى من أي إرهاق".
الحافز: عندما يولد الإصرار من رحم الحرمان
لم تكن رياضة كمال الأجسام خيارًا سهلاً، خاصة مع غياب الدعم المادي. يقول: "لم يكن لدي مدرب في البداية، كنت أتعلم من الفيديوهات وأخطئ كثيرًا". لكن إيمانه بقدراته جعله يواصل، حتى لفت انتباه نادي الشرطة الذي منحه الدعم الوحيد في رحلته.
المنافسات: من صدمة المركز الثالث إلى أحلام آسيا
يتذكر لحظة إعلان فوزه بالمركز الثالث في البطولة العراقية: "شعرت أنني استحق الأفضل، لكنها كانت بداية الطريق". اليوم، يتجهز لبطولة آسيا بتحدٍ جديد: "السفر على نفقة اللاعب نفسه ظلم، لكنني سأثبت أن الموهبة لا تقف أمامها العقبات".
الصعوبات: غياب الدعم المحلي جرحٌ يدمي القلب
يوجه رسالة مؤلمة لمسؤولي كربلاء: "حتى التهنئة غابت عني! لو وجدت دعمًا من أندية مدينتي، لكان إنجازي أكبر". رغم ذلك، يبقى ممتنًا لزوجته ومدربه اللذان وقفا معه في أصعب اللحظات.
في ختام حديثه، يرسل علي كاري رسالة للشباب: "لا تنتظروا الظروف المثالية، ابدؤوا من حيث أنتم وبما تملكون". قصة هذا البطل ليست مجرد حكاية رياضية، بل درسٌ في كيف تُصنع المعجزات بالإرادة. والآن، بينما يحزم حقائبه نحو آسيا، يُذكرنا أن الأحلام لا تعرف المستح.
منار قاسم/ كربلاء
أقرأ ايضاً
- قدموا من بغداد وبابل والنجف الاشرف.. العتبة الحسينية تتكفل بعلاج ثلاث اطفال مجانا من امراض الدم
- تطمينات وتحذيرات.. حرب الانتخابات تصل إلى الرواتب
- جاء من سامراء للعلاج في كربلاء.. العتبة الحسينية تتكفل بعلاج الصبي "هارون الشاماني" مجانا