
هو السفير الثالث للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في زمن الغيبة الصغرى، واسمه الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي (رضوان الله عليه) ويُكنّى بأبي القاسم، خلف فيها الشيخ محمد بن عثمان العَمري، واستمرت فترة نيابته بحدود (21) سنة كان يحظى فيها باحترام الخاصة والعامة، كما كان فاضلاً ومن أوثق الناس، وتوفي سنة (326) للهجرة، وإضافةً إلى التوثيق العام الذي شمل سفراء الامام المهدي الأربعة الذين أجمعت الطائفة على وثاقتهم حيث قالوا" الوكلاء الأربعة الممدوحون المتّفق على عدالتهم وأمانتهم وجلالتهم"، فإن التوقيع الأول الذي صدر من الناحية المقدسة بعد وفاة السفير الثاني كان يشمل الثناء على أبي القاسم بن روح، وقد دعا له الإمام المهدي في الكتاب، وقال "عرفه الله الخير كلّه ورضوانه، وأسعده بالتوفيق، وقفنا على كتابه، وثقتنا بما هو عليه، وإنه عندنا بالمنزلة والمحل الذين يسر أنه زاده الله في إحسانه إليه".
موقع المرقد
يقع مرقده في قلب العاصمة بغداد التجاري في منطقة الشورجة من جهة شارع الجمهورية حيث تقع مراقد سفراء الامام المهدي الثلاثة الآخرين في رقعة جغرافية محددة من ساحة الخلاني الى ساحة الميدان في بغداد، وتحيط بالمرقد المحال التجارية وبسطات البائعين من كل كل جانب، ووسط ضجيج البائعين والمتسوقين والحمالين تطل قبته الزرقاء ويصدح منها الآذان وتقام في مسجده مختلف الفعاليات الدينية ويقول خادم ومؤذن المرقد السيد "فرج علي الموسوي في حديث خص به وكالة نون الخبرية ان" لهذا المكان المقدس فعاليات واعمال كثيرة تقام على مدار السنة، حيث تقام المجالس والمحاضرات الدينية في مناسبات ذكرى استشهاد وولادات الائمة الاطهار (عليهم السلام)، ويرتقي المنبر فيها خطباء حسينيون، وتقام بعد صلاة الظهرين او بعد صلاتي المغرب والعشاء، ومن ابرز المناسبات التي تقدم فيها الكثير من الخدمات هي ذكرى استشهاد الامام "موسى الكاظم" في الخامس والعشرون من رجب، حيث يستمر تقديم الخدمات لمدة اسبوع كامل وتقدم فيها ثلاث وجبات طعام ويتوفر مكان للمبيت والمنام والفرش والاغطية والتكييف للزائرين السائرين عبر شارع الجمهورية نحو مدينة الكاظمية".
عاشوراء ورمضان
ومثل باقي المراقد والمزارات الشريفية تنشط الحركة في مرقد السفير الثالث للامام المهدي(عج) في ايام شهر محرم الحرام حيث الحزن العاشورائي ويقول عنه الموسوي " تقام في المرقد مجالس حسينية لمدة عشرة ايام متتالية، كما يقدم الطعام والشاي لمدة (40) يوما من الاول من محرم الى العشرين من صفر الخير، وهو مرقد يأتيه الزائرون من مختلف المحافظات العراقية ومن دول عربية واجنبية عدة مثل دول الخليج ولبنان وايران والهند والباكستان وافغانستان، ومن جنسيات اخرى مختلفة يقطنها اتباع اهل البيت (عليهم السلام)، ليتبركوا بزيارة سفراء الامام المهدي (عج) الاربعة ومنهم السفير الثالث الحسين بن روح"، مشيرا الى ان "المرقد يشهد فعاليات اخرى في شهر رمضان المبارك ومنها ولادة الامام الحسن (عليه السلام)، واستشهاد أمير المؤمنين "علي بن ابي طالب" (عليه السلام) وليالي القدر المباركة، ويشهد المرقد زيارة كبيرة من الرجال والنساء في ليالي رمضان المبارك، كما توفر ادارة المرقد مجموعة من باصات النقل لغرض جلب الزائرين من اغلب المحافظات العراقية الى المرقد واعادتهم الى محافظاتهم مجانا، وتنظيم برنامج ديني يتضمن اقامة المحاضرات الدينية وقراءة الادعية المخصوصة، وتثقيفهم بمحاضرات خاصة عن سير السفراء الاربعة للامام المهدي (عج)، وكذلك تنظم ختمة قرآنية من اول شهر رمضان الى نهايته يحضرها جمع كبير من المصلين والزائرين وخدام المرقد، وفي كل مناسبة رمضانية حزينة او مفرحة تقدم وجبات الطعام، والحلوى، والعصائر، والماء، والشاي، للحاضرين والمشاركين".
توجيهات دينية
ومرقد السفير الثالث اصبح منارا دينيا يثقف الناس بمعاملاتهم وعباداتهم حيث يشير يشير مؤذن المرقد الى ان المتولي الشرعي للمرقد الشيخ "رياض الدراجي" يتكفل بالرد على اي مسألة فقهية تطرح في المرقد سواء خلال المحاضرات الدينية اليومية حيث تستمر لمدة حوالي ربع ساعة بين صلاتي الظهر والعصر عن العبادات او المعاملات، او من خلال طرح السؤال للحصول على الاجابة كون المرقد يقع في اكبر سوق تجاري والمصلين يجتمعون من محافظات ودول عدة، وكذلك التنبيه على الحالات السلبية او الممارسات الخاطئة في المجتمع"، مبينا ان "المرقد يقصده الاف المصلين والزائرين شهريا ولذلك تجري فيه عمليات ادامة وصيانة بصورة مستمرة طوال ايام السنة، وهي نعمة تستحق الشكر، وشهد عمليات اكساء بالمرمر وتأهيل المجاميع الصحية وتوفير افضل الخدمات للزائرين، وتعمد ادارة المرقد على جعل دوام خدامه على ثلاث وجبات صباحية ومسائية وليلية، ويحرصون على تقديم الخدمات على مدار اليوم، ومنها لمجاميع من الزائرين نتفق معهم عبر الاتصال الهاتفي على المجيء في المساء في اي وقت ولاي ساعة يبقون بعد انتهاء العمل في منطقة الشورجة حتى تتمكن الباصات من ايصالهم الى المرقد واداء زيارتهم بسهولة وتقدم لهم افضل الخدمات،" مستدركا بالقول" ان زوار المرقد الشريف والمصلين فيه من مختلف المذاهب الاسلامية ومنهم الكثير من زوار مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني واصبح عنوان لوحدة المسلمين، وهو مصداق لما ينقل عن السفير الثالث "كان يحظى فيها باحترام الخاصة والعامة".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- من عامل بناء إلى بطل آسيا.. قصة مثابر من كربلاء حطم الظروف وصنع المجد.. وهذه رسالته للحكومة المحلية
- قدموا من بغداد وبابل والنجف الاشرف.. العتبة الحسينية تتكفل بعلاج ثلاث اطفال مجانا من امراض الدم
- لوبي عراقي بنفس كويتي.. جدل سياسي في العراق حول "خور عبد الله"