
وجه طبيب مختص نصيحته الى جميع العائلات العراقية بضرورة التأكد من الخارطة الجينية لعائلاتهم والتعرف على الامراض التي اصيب بها اطفال تلك العائلات لمنع انتقال الامراض الوراثية وخاصة امراض الدم الى اطفالها، محذرا ان اكثر العائلات التي يصاب اطفالها بهذه الامراض تحصل من زواج الاقارب والتي تسمى بـ "الامراض المتنحية".
وقال الدكتور "أمير عصام الاعسم" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" هناك حديث منسوب الى النبي محمـد (صلى الله عليه وآله وسلم) "تباعدوا تصحوا" وعندما نجد اليوم امراض الدم الوراثية عند الاطفال مثل "الثلاسيميا"، و"فقر البحر الابيض المتوسط"، و"تكسر الدم الفولي"، و" تكسرات الدم بانواعها"، و"اختلاف الفصيلة"، وجميع تلك الامراض مشاكل نواجهها عادة ولها علاقة وتكون لها علاقة بالمسألة الوراثية، ولكي نكون على بينة فإن بعض الامراض تكون وراثية سائدة اي اذا كانت سائدة بأسرة الاب او الام تنتقل الى الطفل، وهي حالة يصعب السيطرة عليها وتنتقل الى الاطفال، لكنها ليست امراض خطيرة جدا"، مستدركا بالقول ان" الاخطر والاكثر شدة هي الامراض المتنحية، اي ان الام والاب حاملين للصفة او مصابين فتظهر لدى الابناء، وهذه الحالة يصدق عليها الحديث الشريف "تباعدوا تصحوا"، وليس معناه اذا تزوجت من الاقارب ستحصل المشاكل الوراثية، بل قد تتزوج من امرأة لدى عائلتها مشاكل وراثية فتنتقل الى الابناء، لكن نقصد بها شدة الامراض والامراض المتنحية الوراثية".
واضاف "الاعسم" ان" معرفتنا بالتثقيف الجيني او ما يسمى بـ" الخارطة الجينية" لدى العائلة أمر مهم جدا، اي اني اذا علمت ان لدى عائلتنا اطفال مصابين بمرض الثلاسيميا فلا يجب علي ان اتزوج من الاقارب لان ابنائي سيكونون اما مصابين او حاملي المرض، وبالنتيجة سألحق الضرر بجيل كامل، اذا على من لديهم هذا المرض الابتعاد عن الزواج من الاقارب، وكذلك مرض "فقر البحر الابيض المتوسط"، مشيرا الى ان "هناك اشياء قابلة للتصحيح مثل اختلاف الفصيلة التي يمكن معالجتها اذا حصل اختلاف بين دم الطفل والام"، مبينا ان" الكثير من الدول لا تسمح بالزواج بين عائلات الاقارب التي لدى اطفالها اصابات بمرض "الثلاسيميا"، بينما لدينا في العراق اعداد مهولة جدا ونعاني من مشاكل كبيرة والمراكز منتشرة في محافظات العراق، والعلاج مكلف بصورة "مرعبة" وتشكل معاناة مستمرة للعائلة بعد ان يصاب طفلها بمشاكل في القلب، والكلى، والعيون، واجزاء اخرى من الجسم، ومشاكل توفر العلاج وفقدانه، والتقليل من هذه الامراض والمشاكل هو الابتعاد عن الزواج من الاقارب اذا كان في عائلتي حالات امراض دم، وضرورة التأكد من الحالة المرضية التي تظهر عند اطفال العائلة التي يمكن ان تحدث "الشفة الأرنبية"، او" استسقاء الدماغ"، او "تشوه العمود الفقري"، وهي حالة ناتجة عن نقص مادة "Folic Acid" ويمكن للام تناول حبة لمدة ثلاثة اشهر وتنتهي الحالة، وملخص القول يجب علينا ان نتعرف على الخارطة الجينية للعائلة واي الامراض موجودة والاطفال مصابين بها قبل المباشرة بعملية الانجاب واذا ظهرت في الطفل الاول اي حالة مرضية وراثية علينا التوقف عن انجاب غيره، ومعرفة خارطة العائلة الجينية لكي نحمي اطفالنا من التشوهات والامراض والمعاناة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- ممثلا عن كربلاء :الطفل صلاح أسامة يخطف المركز الاول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة وعبقرية
- السوداني: العراق سيتوقف تماماً عن استيراد الغاز بحلول العام 2028
- ترك مسؤوليات ومناصب ... طبيب مصري ماهر يؤسس انظمة علاجية لامراض مستعصية في العراق