- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السوداني تحت المجهر.. قمة بغداد تعيد الانسداد

بقلم: كرار الحمداني
بعد التحركات والتأملات التي اتُّخِذَت من قبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وُضِعَت خارطة بُرتُقالية لنجاح القمة العربية بنسختها (34) الدولية في العاصمة العراقية بغداد، عبر دعوة الشخصيات المؤثرة عربيًا ودوليًا، مع التركيز على مَن له ارتباط وطيد بالولايات المتحدة الأمريكية بأي شكل من الأشكال، لِحَصْد رضى واشنطن وَنَيْل ولاية ثانية.
كل هذا بالرغم من الإشكالات والتحديات والتهديدات التي طالته من بعض الجهات السياسية العراقية، ومن بينها إصراره الشديد على دعوة رئيس المرحلة الانتقالية السورية "أبو محمد الجولاني"، الصادرة بحقه مذكرات قبض قضائية لتسببه في إراقة دماء العراقيين.
فشل ذريع طال قمة بغداد بحسب "مراقبي الشأن السياسي"، القمة التي حاولت تقريب وجهات النظر والوقوف على أبرز التحديات في المنطقة العربية، منها وقف الحرب التي أخذت تَأكُل الأطفال والأبرياء في فلسطين ولبنان، ناهيك عمَّا تمر به السودان وليبيا وغيرها من الدول العربية، والمحاولة لوقف إطلاق النار والوصول إلى حلول ناجعة تُسهم في إعلان السلام في الشرق الأوسط.
وبين المهتمين بالشأن السياسي أن هناك أسباباً أدت إلى فشل قمة بغداد، منها:
أولًا: اعتذار عدد من قادة الدول العربية، منها الإمارات والكويت والبحرين والسعودية والأردن ولبنان، دون أي عذر دبلوماسي، مكتفين بما أوفدوا من وزراء خارجياتهم أو مستشاريهم للمشاركة في القمة، في محاولة لعدم إنجاحها، على الرغم من أن العراق وفر كل الوسائل الممكنة لنجاحها دوليًا. والأغرب في ذلك، نقرأ عبر المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية اعتذار الرئيس اللبناني جوزيف عون عن المشاركة، في حين توجه لحضور يوم القداس الحبري في واشنطن، رغم الدعوة المبكرة من العراق لحضور القمة.
ثانيًا: إصرار حكومة السوداني على دعوة "الجولاني"، الأمر الذي خلف امتعاضًا واسعًا لدى المواطنين والناشطين والمؤسسات الإعلامية العراقية، لما لهذه الخطوة من أبعاد سلبية، لجعل القضاء العراقي في حيرة كبيرة، كون "الجولاني" من الأسماء المطلوبة وفقًا للقضاء العراقي.
ثالثًا: التنظيم غير الدبلوماسي، وفي حالة نادرة، قاطع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة دون معرفة الأسباب، ناهيك عن الوفد الإماراتي الذي غادر الاجتماع السري لمندوبي الجامعة العربية في فندق "موفنبيك" بعد مشاجرة مع الوفد المغربي نتيجة اتهامات مختلفة توجه بها الوفد المغربي لنظيره الإماراتي. الحالة التي أثارت غضب الوفود، والمحاولات العراقية الدبلوماسية باءت بالفشل، الأمر الذي شغل المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل حول هذا الأمر الغريب، خاصة في حدث عالمي يحاول العراق من خلاله تقريب وجهات النظر وتوطيد العلاقات بين الدول العربية، ساعيًا لأن يكون البوصلة الدبلوماسية بين أشقائه.
بعد ساعات من اختتام فعاليات قمة بغداد، اجتمع الإطار التنسيقي بجميع قادته الذين يحكمون البلاد سياسيًا وعسكريًا، ولم تمضِ دقائق حتى تَقَعْقَعَت تلك المسبحة الأطارية وتناثرت خرزاتها وخيطها، و"شاهولها" الذي غادر مسرعًا نتيجة عراك غير مسبوق بسبب الاتهامات التي وُجِّهت إلى السوداني نتيجة الفشل الذريع لقِمَّته.
هنا نطرح تساؤلات عدة لأصحاب الرؤى:
- ما سبب إفشال القمة؟
- وما الدوافع الرئيسية لعدم حضور بعض القادة العرب؟
- ولماذا تزامنت زيارة ترامب للخليج مع القمة؟
- وما الهدف من إصرار السوداني على دعوة الجولاني رغم رفض الساحة العراقية؟
- والأهم: هل هناك مساعٍ سياسية محلية لإفشال هذه القمة، التي كانت خطوة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتنموية والدبلوماسية للعراق، بعيدًا عن مَن يحاول تحويلها إلى فرصة شخصية؟
أما مخرجات هذه الزيارة، فأولها منح رئيس الوزراء مساعدة بقيمة (40 مليون دولار) للبنان وفلسطين، رغم تجاهل الرئيس اللبناني للحضور. سؤالٌ يُؤطَّر بين أقواس حمراء: هل جاء القرار مجاملة؟ أم محاولة لإرضاء جهة معينة على حساب المصالح الوطنية؟ أم طموحات وأحلام وردية لِنَيْل ولاية ثانية؟
أقرأ ايضاً
- العراق بعد مؤتمر القمة… من التحديات إلى الريادة الإقليمية
- قمة بغداد.. حفلة تنكرية على أنقاض وطن
- قمة بغداد بين رؤيتين