
وقع العراق أمس الأحد، عدداً من مذكرات التفاهم الدولية لدعم مواجهة البلاد للشحِّ المائي وتنفيذ عددٍ من المشاريع الواعدة، وشهد اليوم الثاني من أعمال "مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه" عقد أكثر من 40 جلسة علمية رئيسية وفرعية جرى فيها تسليط الضوء على الإدارة الذكية لاستدامة المياه واستثمار التقدم التكنولوجي في مجال مناسيب المياه وإدارة الأنهر المشتركة والتفاهمات مع دول الجوار المائي.
حديث الوزير
وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، قال في حديث خاص لـ"الصباح": إن "هناك إدامة المفاوضات مع دول الجوار المائي للوصول إلى اتفاقيات منصفة لتقاسم المياه، والتوجه لاستخدام تقنيات حصاد المياه، ومنظومات الطاقة الشمسية في تحلية المياه، بالإضافة إلى استخدام التحسُّس النائي والذكاء الاصطناعي في تطوير الموارد المائية وكيفية إدارتها، مع استخدام منظومات الري الحديثة وهي الري بالتنقيط والمرشات بمستويات عالية، وتقديم الدعم للمزارعين بالتسهيلات المصرفية".
وشدد عبد الله، على "ضرورة تنفيذ جميع التوصيات ومخرجات (المؤتمر الخامس)"، مبيناً أنه "تم عقد أكثر من 40 جلسة منها 10 رئيسية وأخرى فرعية بمشاركة من قبلنا والوكلاء والمستشارين ومديرين عامين في الوزارة، بالإضافة إلى مشاركة الممثلين عن الهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق".
وكشف عبد الله، عن توقيع مذكرات تفاهم بين وزارة الموارد المائية و"منظمة التعاون الألماني" بمبلغ 10 ملايين يورو لغرض دعم العراق لمعالجة الشحِّ المائي، مبيناً أن "مذكرة تفاهم علمية واستشارية أكثر مما هي دبلوماسية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تعاون بين الوزارة و(منظمة GIZ الألمانية) بشأن تقسيم إدارة الموارد في حوض شطِّ الحلة الذي يضم محافظات (بابل، والديوانية، والمثنى) واستخدام التقنيات بإدارة المشاريع".
وأشار وزير الموارد المائية، إلى "وجود عدد آخر من الاتفاقيات الدولية في تنفيذ المشاريع سيتم توقيعها لاحقاً، كذلك تم توثيق تعاون وتوأمة بين الوزارة الممثلة بمدير عام التخطيط والمتابعة (حاتم حميد حسين) وكازاخستان الممثلة بـ(دانيال اتشي) مدير العلاقات والتعاون لوزارة الموارد في كازاخستان، وتؤكد مذكرة التعاون والتوأمة بين البلدين على دعم المشاريع والبنى التحتية واستخدام التقنيات الحديثة في المنظومات والمشاريع المائية".
وأكد عبد الله، أن "العراق يواجه جفافاً قاسياً، مع معاناة جميع المناطق الإقليمية المحيطة بالعراق، وسوريا أيضاً تمرُّ بأوضاع مائية سيئة وفق التقارير المرسلة من الموارد المائية السورية"، مبيناً بأن "الواردات من سوريا تصل بين 200- 300م3/ثا على نهر الفرات، لغرض استخدامها لتوليد الطاقة الكهربائية، ونخشى من انخفاض الخزين في (سد الطبقة) السوري دون المستوى المقرر بتجهيز الطاقة خلال الشهر المقبل، وبالتالي سيكون تأثيرها مباشراً في واردات المياه في نهر الفرات الواصلة إلى العراق".
وبشأن إطلاقات المياه من تركيا، أشار وزير الموارد المائية إلى أنها "طبيعية" حالياً حتى منتصف حزيران المقبل بسبب إيقاف الزراعة، وأكد أنه "حتى الآن لم يتم الإعلان عن الخطة الزراعية للموسم الصيفي بسبب كثرة تبخر المياه عند ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة حاجة المواطنين إلى المياه".
وبيّن، أن "تركيا أعلنت عن زيادة عدد الإطلاقات بمعدلات تتناسب مع احتياجاتنا لمواجهة التبخر، وزيادة الاستخدامات البشرية"، وأوضح، أن "عدد الإطلاقات من تركيا للعراق يتفاوت بين 140-200 م3/ثا، وتزداد الإطلاقات عند ارتفاع درجات الحرارة لغرض توليد الطاقة الكهربائية من خزين السدود وقد تصل إلى 300 م3/ثا".
جامعة الدول العربية
ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شؤون البيئة والمياه بالجامعة، قال في حديث لـ"الصباح": إن "80 بالمئة من المياه في الدول العربية تأتي من الخارج، وأغلبها تعدُّ مصباً لأنهار قادمة من الخارج؛ منها العراق الذي يستلم المياه من إيران وتركيا، ما يجعل توزيع المياه تحدياً إقليميا مشتركاً يستلزم تعاون الجميع". وشدد فتح الله، على "أهمية انعقاد (مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه) في قدرة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على التشارك في المياه والحدّ من الاستهلاك المفرط والاستخدام غير المستدام"، مؤكداً بأن "حلَّ أزمة المياه في متناول أيدينا وهو أمر سهل، من خلال التأكيد على الذكاء الاقتصادي والتسامح في سبيل ضمان مستقبل مائي آمن ومستدام".
دعم أممي
من جانبه، قال مدير عام (فاو) منظمة الزراعة والأغذية بالأمم المتحدة، تشو دونيو، في حديث خاص لـ"الصباح": "لقد أصبح نقص المياه مشكلة كبيرة نتيجة التغيرات المناخية، وقد حققت الحكومة العراقية إنجازات كبيرة في ظل الجفاف باستخدام التكنلوجيا الحديثة في إدارة الموارد المائية".
وبيّن دونيو، أن "الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية تعمل على استدامة الموارد المائية لأهميتها على الأمن الغذائي، نظراً لمواجهة العراق تحديات كبيرة بسبب شحِّ المياه وتفاقم ظاهرتي التصحُّر والجفاف"، ودعا المسؤول الأممي "الدول المتشاطئة إلى التعاون الدولي في تقاسم الموارد المائية".
جلسات المؤتمر
إلى ذلك، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية، خالد شمال، في حديث لـ"الصباح"، أن "الجلسات الحوارية العلمية أكدت خلال اليومين من المؤتمر على الإدارة الذكية لاستدامة المياه، واستثمار التقدم التكنولوجي قي مجال مناسيب المياه وإدارة الأنهر المشتركة والتفاهمات مع دول الجوار المائي، والتفاوض مع تركيا وإيران، إذ إن أكثر من 75 بالمئة من المياه تأتي من خارج الحدود".
وبيّن المتحدث، أن "جلسات المؤتمر ناقشت معالجة ندرة المياه في الشرق الأوسط، وضرورة الإدارة للموارد المائية وتعاون الجميع للتخفيف من التحديات التي تواجه ندرة المياه في المنطقة التي تؤثر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأنه يجب إيجاد حلول وتعاون لضمان الأمن المائي، والتنمية المستدامة".
أقرأ ايضاً
- قائد الجيش الإيراني: إسرائيل تدرك عجزها عن المواجهة المباشرة ولا نستبعد الحماقات
- فرقة الامام علي تنفذ عملية أمنية على الحدود العراقية السورية
- كربلاء:العتبة الحسينية المقدسة تؤكد حضورها في مؤتمر بغداد للمياه دعماً للأمن المائي الوطني