انتظر اهلها (20) عاما ليرزقوا بها.. مستشفى الثقلين للأروام في البصرة ينقذ حياة الطفلة المريضة "آمنة"

ما ان تقع عينيك عليها حتى تشعر ببراءة الطفولة في وجهها فالطفلة البصرية "آمنة" وردة كادت ان تذبل في بحر الاورام، لكن قدرة الله وجهود ملاكات مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة انقذتها من الموت، وهي الطفلة التي انتظر اهلها عشرون عاما ليرزقوا بها، وتعرضت لانتكاسة مرضية شديدة كادت تفقد حياتها بها، لكن الاطباء وبعد رحلة علاج صعبة وفقهم الله لإنقاذها.
الاصابة والتشخيص
وقالت والدة الطفلة المريضة "آمنة هاني عباس" من منطقة الاصمعي في محافظة البصرة التي تبلغ من العمر (10) سنوات لوكالة نون الخبرية ان" ابنتي "آمنة" ولدت بعد انتظار لمدة عشرون عاما فكانت اصابتها انتكاسة لنا ولعائلتنا ولعشيرتنا، وقبل ثلاثة اشهر وفي بداية الامر ظهر ورم في احد رجليها ولم تشخص حالتها المرضية الا بعد رحلة عناء طويلة من اجراء الفحوصات والتحاليل والمراجعات لعيادات الاطباء والمستشفيات لتشخيص حالتها بدقة، حيث حددت الحالة بأنها التهاب في العظم من قبل طبيبة في عيادتها الخاصة فأحالتنا الى مستشفى الطفل الحكومي في البصرة، واجريت لها مجموعة من الفحوصات المختبرية والاشعاعية مثل البيتسكان والسونار والرنين في مستشفى الطفل ومستشفى الثقلين لعلاج الاورام لوجود تعاون بين المستشفيين لاجراء تلك الفحوصات ولما يمتلكه مستشفى الثقلين من اجهزة حديثة، حيث كانت ترسل بسيارة اسعاف خاصة ومعها ملاك انقاذ متخصص يجلبها الى مستشفى الثقلين ويعيدها اليه، فشخصت حالتها في بداية الامر ورم خبيث في العظم، وبعد ان تم علاج الورم في الرجل نهائيا ولدقة التشخيص وصلوا الى ان الورم موجود في الغدد اللمفاوية لديها، كما اصيبت بمرض اليرقان (ابو صفار) وانسدت القناة الصفراوية وظهرت علامات كثيرة ان اصابتها في الغدد تحديدا".
رحلة العلاج
بعد ان اجرى المتخصصون بالاشعة والتحاليل جميع الفحوصات المطلوبة لابنتي "آمنة" انتهوا الى اصابتها باورام سرطانية لمفاوية، هكذا تصف نهاية مطاف رحلة التشخيص والدتها وتضيف" انتقلنا منذ شهر الى مستشفى الثقلين لعلاج الاورام كونها متخصصة ونشعر ان فيها انفاس الامام الحسين (عليه السلام) وعندما نعالج ابنتنا هنا فإننا في ضيافته، ولاحظنا ان معنوياتها واستجابتها للعلاج تختلف في هذا المكان عن غيره، وخضعت هنا للعلاج وحاليا ترقد فيه لانها تعاني من نقص في الصفائح الدموية وهي الآن تحت المراقبة المستمرة لمدة (24) ساعة، ناهيك عن تلقيها اول جلسات العلاج الكيمياوي من مجموع اربع جلسات حددت لها"، مشيرة الى ان" تشييد العتبة الحسينية لهذا المستشفى المتطورة تعد قفزة نوعية لمحافظة البصرة ان يكون فيها مثل هذا الصرح الطبي فيها".
امتنان للمرجعية
ولكثرة ما تعاني محافظة البصرة من تلك الامراض فان "ام آمنة" قدمت شكرها لمن وفر لهم هذه المستشفى بقولها" اهل البصرة ممتنين من "أبونا كلنا" الذي نعيش تحت عباءته وهو المرجع الديني السيد "علي السيستاني" والعتبة الحسينية المقدسة والشيخ "عبد المهدي الكربلائي" لما قدموه لنا، لاسيما ان محافظة البصرة باتت تعاني لاسباب عدة من كثرة الاصابات بهذه الامراض الخبيثة، ومن تلك الصروح الطبية التي تعتبر التفاتة اكثر من رائعة نتلمس شفاء ابنائنا"، مبينة ان" هذا المكان يدعم نفسية الطفل المريضة ويساعده على سرعة العلاج، وكانت ابنتنا تبكي وتعاني من الممل وتريد الخروج من المستشفيات الاخرى، بينما هنا لا تريد ان تترك المستشفى لما وجدته من خدمات طبية ولوجستية متميزة والتعامل الانساني من جميع اعضاء الملاكات العاملة في المستشفى الطبية التي نفتخر بأن مثل هذه الملاكات التي تتعامل مع المريض كصديق لها موجودة لدينا في العراق، وكذلك الملاكات التمريضية والفنية والخدمية ومن مختلف الجنسيات العاملة هنا، صرنا نراها الآن تسير بشكل ايجابي وتتعافى واصبحت نفسيتها جيدة، وننصح كل ام واب اذا رأوا اي ورم بسيط على جسد اطفالهم ان لا يتهاونوا بجلب ابنائهم الى هذا المستشفى لتشخيص حالة ابنائهم لان كشف المرض من بدايته يسهل العلاج".
رأي الطبيبة
اما طبيبة الطفلة المريضة "آمنة" الاختصاص الدقيق في امراض الدم والاورام الدكتورة "وسن حميد" فتصف ما جرى لها لوكالة نون الخبرية بقولها" ان الطفلة المريضة "آمنة" من المرضى الجدد الذين دخلوا حديثا قبل شهر تقريبا الى المستشفى، وكانت لديها حالة ورم في عظم الساق تعاني منها قبل ثلاثة اشهر وبعد علاج الورم في رجلها تبين انه ليس سبب مرضها وكان يغطي على اورام بطنها، وبعد اجراء فحوصات متعددة اكتشفنا ان لديها غدد لمفاوية موجود في انحاء من بطنها، وقرب الكبد والقناة الصفراوية، والغدد اللمفاوية في الصدر، وتعرضت حالتها الصحية الى الانتكاس قبل ثلاثة اسابيع عندما اصيبت بـ"اليرقان الشديد"، ودخلت في التهاب رئوي شديد، وباشرنا بعلاجها على الفور، وتزامن معه اعطائها اول جرعة من العلاج الكيمياوي لان وضعها لم يعد يتحمل الانتظار لخطورة حالتها، ولاحظنا استجابتها للعلاج وبداية تحسن حالتها الصحية في اول جرعات العلاج الكيمياوي، ووجدنا لديها استجابة ممتازة جدا".
قاسم الحلفي ــ البصرة
أقرأ ايضاً
- مكون من (10) مباني.. العتبة الحسينية تشيد ثاني مجمع لمدارس الايتام في محافظة البصرة (صور)
- مستشفى الثقلين في البصرة: (25) الف زيارة وانفاق قد يصل الى (30) مليار دينار للعلاج المجاني لمرضى الاورام
- اكاديمية الثقلين للتوحد في البصرة : تعالج (4) الاف طفل مجانا بـ"مليار" دينار وعلى نفقة العتبة الحسينية