
كانوا يسكنون في مناطق التجاوز والعشوائيات، فلا شوارع مبلطة ولا شبكات مجاري للمياه الثقيلة او تصريف مياه الامطار، والاتربة والغبار ترافقهم صيفا والطين والاوحال ضيف ثقيل عليهم كل شتاء، امراض عدة مثل السرطان والفشل الكلوي والامراض الجلدية والالتهابات الصدرية اصابت ابنائهم، لا كهرباء منتظمة ولا ماء يصل بشكل طبيعي، حتى اعمدة الكهرباء تذكر الناظر بما كان منصوبا ببعض مناطق كربلاء في تسعينيات القرن الماضي، عائلات سحقها العوز والفقر والحاجة، تعيش تحت خط الفقر ولو كان تحته شيئا آخر لعاشوا فيه، شرائح مهملة ومنسية امتدت لها يد المرجعية الدينية العليا الكريمة وشيدت لها بيوتا حديثة في مدينة سكنية تضم الف دار انجزت منها (300) دار حاليا وجهزت باثاث واجهزة كهربائية تغنيهم عن الشراء والانفاق، او الاصح الاقتراض لشرائها، تلك الهدية من المرجعية الدينية لتلك العائلات اهدتهم كما وصفوها "وطن صغير" وحفظت ماء وجوههم، وانقذتهم من الفقر والعوز والحاجة.
فقر وامراض
وتشرح السيدة "تسواهن دانة حسين" (43 عاما) لوكالة نون الخبرية حال عائلتها بالقول" اسكن انا وعائلتي في دار متجاوزة بمنطقة الامن الداخلي منذ (13) عاما وزوجي عامل بناء وايام عمله غير منتظمة، وقد انذرنا قبل مدة قريبة بإخلائه من قبل جهات في الحكومة المحلية، وعندي ولدي "يونس علي كريم" وعمره (10) سنوات وهو طالب في الصف الثاني الابتدائي مصاب بـ"داء السكري" و"توسع الكلى" منذ كان عمره ثلاثة سنين، اما ابنتي "زينب" التي بلغ عمرها الآن (21) عاما اصيبت ايضا بـ"داء السكري" وتوسع الكلى" واجريت عمليات غسيل للكلى وقد تورمت ساقيها من مرض الكلى، وتعاني من ضعف السمع، كما اصيب ولدي "عبد الله" بفتحة في القلب وطلب منا مبلغ (18) مليون دينار لاجرائها ولكوننا نعيش تحت خط الفقر لم نستطع توفيرها فتركناه بمعاناته، والمنطقة التي نسكنها تفتقر الى ابسط الخدمات مثل التبليط والماء والمجاري بل حتى اعمدة الكهرباء المعروفة غير موجودة، ومجاري المياه الثقيلة ظاهرية".
واضافت "تسواهن" اننا" نعيش على راتب الرعاية البالغ (275) الف دينار والقليل الذي يجنيه زوجي من عمله، وكان الطبيب المختص بعلاج ولدي "يونس" وابنتي "زينب" قد طلب مني جلبهم كل شهر للعلاج الا اني وبسبب الفقر اذهب بهم اليه كل سنتين او ثلاثة، والآن وقد شملنا بفيض كرم المرجع الديني السيد "علي السيستاني" وخصص لعائلتنا دارا جديدة في "مجمع الديار السكني"، وقالت ودموعها تترقرق في عيونها " سيدي المرجع فداك روحي واشكر الله ان جعلك خيمة على رؤوسنا وندعوا لك بالتوفيق والتسديد، وجميع من ساهم في تشييد تلك المدينة ويسر لنا امر سكننا في بيت جديد".
حلم العمر
يسرد المواطن "محمـد دبس ناصر" لوكالة نون معاناته وعائلته من شغف العيش والفقر والعوز والحلم الذي تحقق على يد المرجع السيد "علي السيستاني" بالقول" اعيش مع عائلتي التي يبلغ عددها (12) فرد انا وزوجتي و(10) اطفال في منطقة تجاوز حي المكرمة واعمل سائق باجور يومية مع مصفى كربلاء مقدارها (13) الف دينار وبعد شهرين ينتهي عقد عملي، وعندي ولدي الاكبر "كاظم" البالغ من العمر (12) عاما مصاب بورم في الدماغ وتوقف مجرى الصمام منذ كان عمره (8) سنوات، والى الآن استبدلنا له (4) صمامات بعد اجراء اربع عمليات جراحية، وباقي اولادي منتظمون بالدراسة وانفق عليهم، والمنطقة التي نسكنها لا تتوفر فيها اي خدمات والتلوث كبير فيها، وبيتي يفتقد الى ابسط اثاث يمكن وضعه في البيت، واتسلم راتب رعاية اجتماعية كما ادفع شهريا نفقات زوجية لزوجتي الاولى التي طلقتها"، مبينا بكلامه وقسمٍ مشدد انه "راجع الكثير من المؤسسات الخيرية لغرض الحصول على دار سكنية او قطعة ارض ولم يفلح، لكن الحلم تحقق عندما تفضل علينا الباري عز وجل وجهود وبركات المرجع الديني السيد "علي السيستاني" والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" ادخلوا الفرحة على قلوبنا وتعجز كلمات الشكر والثناء التي نقدمها لهم عن وصف سعادتنا، بل عشنا انا وعائلتي فرحة كبيرة لا توصف بعد ان اخبرنا بأننا نتسلم دار سكنية جديدة في "مدينة الديار الطيبة السكنية" التي شيدها السيد السيستاني للفقراء والمتعففين، وكما يقولون ان "الدار وطن" ، وقد منحنا "وطن صغير" بعد ان كنا نعاني الامرين بالسكن والحياة، وتعودنا دائما ان المرجعية الدينية العليا مع الفقير".
العوز وترك الدراسة
اما المواطن "نصير جواد كاظم" فقال لوكالة نون الخبرية انا" اسكن في حي الانوار قرب منطقة الشريعة وعائلتي مكونة من (10) افراد انا وزوجتي و(7) ابناء ويعيش معي ابن اخي ايضا، واعمل كاسب بأجر يومي في محل لبيع المواد الانشائية باجر يومي (15) الف دينار، وليس لي اي مورد آخر وحتى راتب الرعاية لم اشمل به بالرغم من تقديمي لطلبات من مدة طويلة، وانا مصاب بانزلاق الفقرات في ظهري، وسوفان في الركبة، وداء الشقيقة، وتمزق في كتف اليد اليمنى ولا اعالج نفسي او اشتري الدواء لانني لا املك المال الكافي، وكذلك زوجتي تعاني من المرض وتتعالج بالأعشاب، وهذا البيت الذي اسكنه منذ سنتين ورغم بساطته وحشرة الارضة التي تعشعش به تعود ملكيته الى احدى المؤسسات الخيرية، وابلغوني قبل ايام قليلة بضرورة اخلاء الدار، وبسبب بعد المدارس عن محل سكني اضطر ابنائي الى ترك الدراسة ومنهم ابنتي الطالبة في الخامس الاعدادي واثنان لم اسجلهم هذا العام ، لعدم تمكني من دفع اجور السيارات التي توصلهم الى المدارس وتعيدهم"، مبينا ان" الفرج جاء عندما اخبرني احد الاصدقاء بمدينة "الديار الطيبة السكنية" التي شيدها المرجع السيد "علي السيستاني"، ولا اعرف ماذا اقول له والعبرة تخنقني من شدة الفرح، بل ان عائلتي لم تصدق خبر تسلمنا لدار جديدة وسجدوا لله شكرا، فمن هذا الحال البائس الى بيت جديد مؤثث بالاجهزة الكهربائية وباقي المستلزمات، وادعو الله سبحانه وتعالى ان يديمه خيمة على جميع العراقيين والفقراء، وأسال الله ان يسدد خطى جميع القائمين على تشييد هذه المدينة المباركة".
سرطان ويتيم
خطف الموت زوجها فقررت "شد حزامين" بمفردها لتربي وحيدها اليتيم لكن المرض باغتها فكاد يسقطها ارضا انها الصحفية "ايمان الغريب" التي عملت في مؤسسات اعلامية عدة، قالت لوكالة نون الخرية اني" اصبت بمرض السرطان في العام (2022) وانا ارملة وعندي ولد يتيم، وزوجي الشاعر محمـد الغريب الذي توفى في العام (2008)، وسكنت بعد وفاته في بيوت مستأجرة عدة حسب قيمة الايجار الذي استطيع تسديده بسبب ضيق الحال والراتب الذي يكاد يسد رمق العيش، وكانت صدمتي عندما اصبت بالمرض اللعين وتكاليفه الباهظة، وعشت حالة من التخبط وساعدني الاهل والاصدقاء على تحمل تكاليف العلاج، وقررت محاربة السرطان والتعامل معه كمرض بسيط، وهكذا انطلقت برحلة العلاج، وبعد مدة من الزمن رفع صاحب الدار الذي اسكنها مبلغ الايجار بما لا طاقة لي عليه، فناشدت اهالي محافظة البصرة التي تنحدر اصولي منها، واستجاب لطلبي اهالي ام قصر واسكنوني في "حسينية" بمحافظة كربلاء المقدسة خصصوها لمبيت الزائرين الرجال، واشترطوا علي ان اترك الحسينية وافرغها خلال ايام الزيارات المليونية، وهو ما جعلني غير مستقرة ورحالة، فمرة ابيت بين الحرمين واخرى عند صديقتي او احد معارفي، وفي خضم تلك المعاناة ارسلت مناشدة الى المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي"، وكنت حينها قد اجريت العملية الرابعة لمرضي، وبعد ان كشفت لجنة علي وعلى ولدي وسكني وكان طلبي هو توفير وطن صغير لي ولولدي، وكانت الاستجابة غير متوقعة فقد اعطى "الشيخ الكربلائي" موافقاته على تخصيص دار لي في مدينة "الديار الطيبة" التي امر المرجع الديني السيد "علي السيستاني" ادامه الله خيمة على العراقيين ببنائها للفقراء والمتعففين والمسحوقين، وهو مع ظروفي الصعبة حلم لم اكن اتوقع ان يتحقق ابدا، وكذلك تعيين ولدي في العتبة الحسينية المقدسة وعلاجي مجانا في جميع مستشفيات العتبة الحسينية، وطلب لقائنا انا وولدي وكانت كلماته بلسم لي لولدي، واقول ان المرجعية لم تكن فقط لفتوى الجهاد الكفائي والبندقية وانما هي تعلم بحال العائلات الفقيرة وتنفذ مئات المشاريع الخدمية لملايين المحتاجين، وأشعر ان السيد "علي السيستاني" اوصى بنا وان هناك تواصل روحي وسرمدي بين الفقراء والمرجعية الدينية العليا، واشعر ان بين المحتاجين والمرجعية الدينية العليا خطوة واحدة، وانهم عندما اسكنوني في هذه الدار انما اعطوني وطنا وخيمة تظلل علي وعلى اليتيم الذي ارعاه".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- النصر والمعامل والعماري والباوية.. مواطنون بغداديون : نعيش بمناطق تحيطها نفايات الطمر الصحي وتغطيها سحب الدخان(فيديو)
- تتميز بالزخم السكاني..مصدر صحي في شرق العاصمة بغداد يكشف عن انتشار امراض كثيرة بسبب التلوث(فيديو)
- أول عيد بلا سرطان.. قصة انقاذ "ليان" من سرطان الدم (فيديو)