
اوصى ممثل المرجعية الدينية العليا الملاكات التدريسية في مدارس الايتام التابعة لممثلية مكتب المرجع الديني السيد "علي السيستاني" والعتبة الحسينية المقدسة، بالاهتمام الخاص بالطلبة الايتام والتعامل معهم بمثل ما يتمنونه من تعامل مع ابنائهم، لان هؤلاء الايتام لهم خصوصية ويختلفون عن باقي اقرانهم من الطلاب، وان تبذل الملاكات التعليمية والتدريسية أقصى طاقاتها في تعليمهم بأفضل مستوى، وان يحفظوا صفات المسلم والمؤمن التي تنص على ان "يحب لاخيه ما يحب لنفسه، ويكره لاخيه ما يكره لنفسه" وهي من القواعد الاساسية الاجتماعية، والمعنوية، والاخلاقية، التي يجب حفظها، مشيرا الى ان تعليم وتفوق ونجاح اكثر من الف طالب في مدارس الايتام يعني تخريج الف فرد ينفع ويخدم المجتمع.
وتعمل المرجعية الدينية العليا بالنجف الاشرف على انشاء العديد من المدارس لشريحة الايتام في مختلف المحافظات العراقية، كما تمتلك حاليا مدارس عدة تقدم جميع الخدمات لشريحة الايتام بالمجان.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" في كلمته التي حضرتها وكالة نون الخبرية "في البداية اعبر لكم عن شكري وتقديري وامتناني لكم جميعا على ما تبذلونه من جهود تدريسية، وتعليمية، وتربوية، الى مدارس الايتام هذه منها تابعة الى ممثلية مكتب المرجعية الدينية العليا، واخرى الى العتبة الحسينية المقدسة، والشيء الذي اود التركيز عليه ان هؤلاء الايتام لهم خصوصية ويختلفون عن باقي اقرانهم من الطلاب، واقول لكم شيئا واحدا وارجو حفظ هذه العبارة مع دعائي لكم بطول الاعمار، ولكن ليتصور احدكم ان الله قدر له ان يرحل عن هذه الحياة الدنيا ويبقى من بعده اولاده من البنين او البنات، فما الذي يتمناه ويرجوه من الآخرين وماذا يقول في داخله وفق القواعد الشرعية والفقهية والاخلاقية، وكيف يحب ان يتعامل الآخرين خصوصا في المدارس كإدارة ومدرسين ومدرسات ومعلمين ومعلمات مع ابنائه الذين اصبحوا ايتاما، وكما يحب ان يتم التعامل مع اولاده الذين اصبحوا من تلك الشريحة في مدارسكم، الا يحب ان يكون هناك عناية في الجانب التعليمي وبذل الملاكات التعليمية والتدريسية لأقصى طاقاتهم في تعليمهم بأفضل مستوى من التعليم، وان يكون التعامل معهم خاص، واوصيكم دائما ان تستحضروا هذه الصورة امامكم".
واضاف انه" لو قدر ان يمر اولادكم في مثل هذه المرحلة من الابتلاء فكيف سيكون للمجتمع ككل ان تبذل كل الجهود لتعليمهم بأفضل مستوى من التعليم، وان يكون هناك عناية تربوية، ومعنوية، ونفسية، واجتماعية مع هؤلاء، وهل يحب احدنا ان يتعامل مع ابنه او أبنته بالقسوة، او بالشدة، او بالضرب، ومن الصفات المهمة للمؤمن والمسلم ايضا ان "يحب لاخيه ما يحب لنفسه، ويكره لاخيه ما يكره لنفسه" وهي من القواعد الاساسية الاجتماعية، والمعنوية، والاخلاقية، التي يجب حفظها، وجميعنا يسأل نفسه كيف يجب ان يتعلم ابنائه، وكيف يطالب أحدنا لو حصل تقصير من المعلم او المدرس بالمدرسة في الجانب التعليمي، الا يعاتبه، او يؤنبه، او يوبخه، اما بالنسبة للايتام فالحالة خاصة، وبعض الاحاديث ننتبه من خلالها الى مقام اليتيم ومنزلته عند الله تعالى، وورد في بعض الاحاديث ما مفاده اذا تمسح على رأس اليتيم بعطف وحنان تنتقل هذه اللمسة الى قلب اليتيم فتؤثر في الجانب النفسي والمعنوي، لذلك ورد في بعض الاحاديث انك اذا مسحت على رأس اليتيم "لك بكل شعرة مرت عليها يدك حسنة"، لانه يشعر بهذا الحنان تعويضا عن حنان وعطف ابويه، ومثلما يتعامل الآخرين مع اطفالنا وتتعامل ادارات المدارس وملاكماتها التعليمية باهتمام مع أطفالنا فعلينا ان نتعامل مع اطفال الآخرين بنفس الشكل والتعامل مع اليتيم يكون اشد من ذلك".
ولفت الى ان "الجانب الآخر يتعلق بعدم ثبات الملاكات التدريسية وكيفية معالجتها، وهنا اذكر بشيء وربما في يوم القيامة وهذا الشيء البعض يعتبره بعيد او غيبي ولا يستحضره، ولكن المؤكد ان ما يحصل عليه من يعلم اليتيم في الآخرة اضعاف ما سيحصل عليه في الدنيا، ومن تجاربنا في الحياة ان من يتوجه الى الله تعالى فإنه يعوضه تعويض لا يتوقعه، لذلك الذي نأمله وهو من جملة الامور التي تساهم في رفع المستوى التعليمي هو ثبات الملاكات التعليمية في دوامها بالمدارس، ولابد من الالتفات الى نقطة مهمة هي نقطة الشعور بالمواطنة واستحقاق الوطن والمواطن، ومعناها ان الشخص ينظر الى عمله ومرتبه الشهري وامتيازاته ويغيب عن باله اشياء تساهم في خدمته وخدمة الآخرين، فمثلما تتمنون ان يكتمل تعليم اولادكم برصانة ودقة وكمال في التعليم واكمال تدريس ومراجعة المناهج الدراسية وايصال المعلومات الى الطالب بسهولة وان ينجح الطالب بتفوق، فعلينا ان نؤدي نفس الدور المطلوب، لذلك عندما يكون الدوام للساعة الواحدة ظهرا انما هو للمصلحة العامة، لان النتائج ستكون متقدمة وثمارها لأطفالي واطفال الآخرين، وبالنتيجة ان مضاعفة الدروس والجهود جعل كثير من طلبة وطالبات مدارس الايتام متفوقين والتحقوا بكليات الطب، والهندسة، والصيدلة، نتيجة الرصانة العلمية في المدارس، وهو ثمرة جهودكم وتعبكم في تدريسهم، لان فيما بعد تظهر ثمار عامة تمثل مخرجات المدارس والكليات ستقدم منافعها للمجتمع ولنا سواء في الطب، او الهندسة، او الصيدلة، او القانون، لان كثرة التعطيل في الدوام لا مصلحة فيه، بل التعطيل القليل في الدوام يسهم في اعطاء مادة علمية متقنة وكاملة للطلبة، والآن ينتظم في الدراسة في مدارسكم اكثر من الف طالب وهذا رقم ليس بالامر الهين لان مخرجاته هو الف فرد ينفعون المجتمع وينفعونكم".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- إيران تحذر من "واتساب" وميتا ترد: لا نعطي البيانات للحكومات
- بمشاركة أكثر من مليون طالب وطالبة.. انطلاق امتحانات السادس الاعدادي
- تربية كربلاء تعلن نتائج امتحانات السادس الابتدائي