- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عقيدة بثقل القرآن.. فهل نحملها بثقلها؟

بقلم:علاء السلامي
مما لا شك فيه أن عقيدتنا في أئمة أهل البيت عليهم السلام تزيد من مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية، أمام أنفسنا أولا وأمام أئمتنا سلام الله عليهم ثانيا، وثالثاً أمام نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والاهم أمام الله عز وجل.
فالعقيدة التي نستند إليها قوية وراسخة، وهي أحد الثقلين اللذين أوصانا بهما نبينا الأكرم (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، من هذا المنطلق، فإن المراجعة اليومية لسلوكياتنا وتعاملاتنا، والالتزام الحقيقي بالعبادات كما أوصانا بها النبي الأعظم وأئمة الهدى عليهم السلام، ينبغي أن تكون من أولوياتنا ، فمن غير المعقول أن نُحسب على التشيّع ونعيش في فوضى مجتمعية لا تمتّ إلى نهج أهل البيت بصلة، بل تتناقض معه في جوهرها .
ومن هنا تبرز الحاجة الملحّة إلى إعادة تشكيل الوعي المجتمعي ، عبر برامج هادفة تُشاع من خلالها ثقافة القرآن الكريم وتعاليم النبي الأعظم وأهل بيته الطاهرين، وذلك عبر تطبيقها في المؤسسات التربوية والاجتماعية ، كما ينبغي العمل على إعادة صياغة المفاهيم التي شابها بعض اللبس نتيجة الظروف الحياتية، دون أن نجعل من هذه الظروف شماعة نُعلّق عليها كل تقصير أو فوضى نعيشها ، فالتركيز يجب أن يكون على جوهر المعتقد، لا على المظاهر السطحية التي تنتهي بانتهاء المناسبات.
المسؤولية الفردية تبقى الركيزة الأهم، لاسيما في ظل ما نعيشه اليوم من حرية فكرية، وهي حرية تتطلب خارطة طريق مرسومة وواضحة تُطبَّق بإخلاص لإعادة المجتمع إلى المسار الصحيح، بعيداً عن الصراعات والمهاترات التي لا تُنتج إلا إضعافاً للمذهب وتهوينا له ، والخلاصة لابد ان نتذكر دائما قول امامنا العالم ابي عبد الله الصادق عليه السلام (معاشر الشيعة كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، احفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح القول)
وقول امامنا الضامن علي بن موسى الرضا عليه السلام نقلا عن عبد السلام بن صالح الهروي (رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسِن كلامنا لاتّبعونا).