- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إيران تلوح بالانسحاب من معاهدة NPT.. هل نشهد ولادة دولة نووية جديدة؟

تحليل - إبراهيم التميمي
في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، وبين تهديدات تل أبيب وضغوط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تلوح طهران اليوم بخطوة غير مسبوقة: الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ما يفتح الباب واسعًا أمام سيناريوهات شديدة الحساسية، أبرزها احتمال إعلان إيران امتلاك القنبلة النووية، وفرض واقع جديد على العالم بأسره. معاهدة NPT على المحك تعد معاهدة NPT حجر الأساس في النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية. وقد التزمت إيران بها لعقود، لكنها كثيرا ما اشتكت من ازدواجية المعايير، خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل مع البرنامج النووي الإسرائيلي غير المعلن. والآن، وبعد قرارات الوكالة الدولية الأخيرة التي وصفتها طهران بأنها “مسيسة ومتحيزة”، خرجت تصريحات رسمية من وزارة الخارجية الإيرانية والبرلمان تُلمح إلى انسحاب محتمل من المعاهدة، مع بدء إعداد مشروع قانون داخلي يُمكّنها من ذلك. مفاجأة نووية على الطاولة؟ ما يقلق الدول الغربية ليس مجرد الانسحاب، بل ما قد يتبعه. فإيران باتت تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% مع وجود أجهزة طرد مركزي متطورة قادرة على التخصيب السريع كذلك معرفة علمية وتقنية تقترب من “العتبة النووية”. وهذا يطرح السؤال المرعب: هل تُفاجئ إيران العالم بالإعلان عن امتلاك القنبلة النووية بعد انسحابها من المعاهدة، وتفرض نفسها كقوة نووية بحكم الأمر الواقع الحسابات الإيرانية: سياسة الردع القصوى من وجهة نظر استراتيجية، فإن امتلاك السلاح النووي أو التلويح الجاد به يمنح إيران: • قوة ردع كبرى في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. • مكاسب تفاوضية هائلة مع القوى الدولية. • قدرة على تعديل توازنات الأمن الإقليمي لصالح محور المقاومة. لكن في المقابل، هناك محاذير شرعية وأيديولوجية. فالإمام السيد علي الخامنئي لطالما أكد أن السلاح النووي محرم شرعاً، ويمثل ذلك التزاماً دينياً وعقائدياً لا يقل أهمية عن الاعتبارات السياسية العالم أمام مفترق طرق في حال انسحبت إيران من NPT وأعلنت امتلاكها سلاحاً نووياً ، فإن النظام العالمي لمنع الانتشار النووي سيتعرض لزلزال سياسي. سيكون ذلك سابقة تاريخية منذ انسحاب كوريا الشمالية عام 2003، لكنه سيكون هذه المرة في قلب منطقة متفجرة أصلًا. إيران قد ترى في هذه الخطوة خلاصاً من القيود والعقوبات، وفرضاً لمعادلة “نحن أو الفوضى”. لكن السؤال الكبير يبقى: هل تمضي إيران في هذا الطريق حتى النهاية، أم تبقى الورقة النووية سلاحًا تفاوضيًا دون الحاجة لإشهاره بالكامل ؟
أقرأ ايضاً
- العدوان الصهيوني على إيران: انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد للأمن الإقليمي والدولي
- هل ستكون ايران فيتنام الشرق الاوسط ؟
- ثقافة ترشيد الاستهلاك