
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى العاصمة العراقية بغداد التي تستعد لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين، وسط ظروف إقليمية بالغة التعقيد، تتصاعد الأحاديث في الداخل العراقي حول الكواليس المظلمة التي رافقت تلك الاستعدادات.
فبعد الحديث عن تقديم الحكومة عروض وتنازلات لبعض قادة الدول من أجل الحضور للقمة، كشف النائب مصطفى السند، اليوم الثلاثاء، عن أرقام فلكية تم صرفها للتحضير للقمة العربية.
وقال السند في حوار متلفز، إن “العراق يعاني من مشاكل كثيرة ومعاناة وعوائل شهداء في حين الحكومة تتغاضى عنها”، مبينا أن “تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار”.
وأضاف أن “تبليط شارع المطار بلغ 100 مليار بمشروعين واحد مباشر والآخر إلى قاعة الشرف”، لافتا الى أن “تكاليف الضيافة من أدوات طعام وصلت إلى 13 مليون دولار، من دون الطعام”.
وأكد أن “العديد من رؤساء العالم اعتذروا عن حضور القمة، حيث ستقتصر على عدد من الوزراء والشيوخ”، متسائلا “لماذا هذه المصاريف على قمة بلا جدوى”.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد، خلال هذه الأيام، حملة تجميلية، استعدادا لاستضافة القمة العربية المرتقبة، حيث رُصدت مبالغ مالية ضخمة لتنظيف وتجميل بعض أجزاء المدينة التي ستستقبل قادة الدول العربية.
وتأتي هذه القمة في ظرف إقليمي ودولي بالغ الحساسية، مما يجعلها محطَّ أنظار المراقبين والمحللين السياسيين على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وكشف السياسي، سالم مشكور، أمس الاثنين، عن عروض وتنازلات، قدمتها الحكومة العراقية، مقابل حضور بعض قادة الدول إلى القمة، مؤكدا أن كافة القمم العربية هي إجراء روتيني لا جدوى منه، واصفا الجامعة العربية بـ”الميتة سريريا”.
وتستضيف بغداد في 17 أيار الجاري، اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الـ34 على مستوى القمة، بعد 13 عاما من الانتظار، حيث من المقرر أن تناقش العديد من القضايا ألرزها التطورات السورية، وملف السودان، وتداعيات المحادثات وتقلبات الاقتصاد.
حيث من المقرر أن تكون مشاركة الوفود من إحدى وعشرين دولة عربية، وهي البحرين والأردن وقطر ومصر والإمارات، أضافة إلى السعودية وفلسطين وسوريا وجيبوتي وموريتانيا والاتحاد القمري، واليمن وليبيا والكويت والصومال، ناهيك عن لبنان والمغرب وعُمان وتونس والجزائر والسودان.
وكان رئيس الوزراء محمد السوداني، أكد في مقابلة مع الصحفي الأميركي تيم كونستانتين، أن حضور الرئيس السوري، إلى القمة “مهم جدا لإيضاح رؤية سوريا الجديدة”، مبينا أن استضافة القمة العربية في بغداد مهمة لتأكيد دور العراق وعلاقاته المتوازنة في المنطقة، فيما شدد على أنه “لن نكون مجرد بلد مستضيف، بل مبادر لتقديم الحلول لمختلف الأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط”.
وفوض الإطار التنسيقي، في 30 نيسان الماضي، رئيس الوزراء محمد السوداني، باتخاذ القرار بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع، في القمة العربية المرتقبة بعد أشهر من الخلافات والتصعيد.
وفي 27 نيسان الماضي، تسلم فيه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، دعوة رسمية من العراق لحضور فعاليات القمة العربية في 17 آيار 2025.
وأعلن حزب الدعوة الإسلامية، في 20 نيسان الماضي، رفضه “غير المباشر” لزيارة الشرع، إلى بغداد للمشاركة في القمة العربية، مشددا على ضرورة التأكد من خلو السجل القضائي العراقي والدولي من كونه مطلوبا، فيما لوح الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، بالقبض على الشرع فور وصوله إلى بغداد.
أقرأ ايضاً
- هل قدم العراق "تنازلات" مقابل حضور بعض قادة الدول إلى القمة العربية؟
- ملك السعودية يتلقى دعوة من رئيس جمهورية العراق لحضور "القمة العربية"
- فيديو:مجلس النواب في كربلاء يحتفي بصاحب مكتبة "الحكمة" وبالتراث الكربلائي بحضور شخصيات ثقافية