
أثارت تصريحات رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يوم أمس، حول توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، لحضور القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد في آيار المقبل، والحديث عن مشاركته في الانتخابات المقبلة، موجة انتقادات واسعة، لاسيما وان البلاد تمر بتحديات كثيرة.
إذ انتقد سياسيون، اليوم الخميس، ترحيب رئيس الوزراء محمد السوداني بالرئيس السوري أحمد الشرع، مؤكدين أنه “غير مقبول” به داخل العراق، فيما أكدوا أن حديث السوداني عن مشاركته في الانتخابات في هذا الوقت كان “غير موفقا”.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية وعد القدو، خلال حوار متلفز، “أعتقد أن تصريحات رئيس الوزراء محمد السوداني في ملتقى السليمانية للحوار هو تصريح غير موفق في الجانبين سواء على مستوى دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع وترحيبه به وكذلك إعلانه من هذا المكان ترشيحه الى الانتخابات”.
وأضاف أن “المفترض أن لا يستخف بمشاعر العراقيين، حيث أن دعوة الشرع هي استفزاز للعراقيين ولأمهات الشهداء والثكالى”.
إلى ذلك، قال النائب السابق حسن فدعم، إن “تصرف السوداني يوم أمس، غير منطقي ويجرح مشاعر الملايين من العراقيين الذين وقفوا إلى جانب الدولة وقاتلوا ودعموا القوات الامنية ضد داعش”، متسائلا: “كيف يرحب بالجولاني وهو متسبب بالكثير من المآسي للعراقيين”.
وأضاف أن “السوداني تسبب بجرح مشاعر العراقيين، وأنا شخصيا غير راضي عن تصريحات السوداني وأنا ابن الحشد والساتر”، متابعا بالقول: “ماذا نقول للشهداء يوم القيامة؟”.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، خلال كلمته في “ملتقى السليمانية التاسع”، ترشحه رسميًا للانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن العراق بحاجة إلى إصلاحات جريئة وشاملة تعيد بناء الدولة وتنهض بواقعها، فيما كشف في الوقت ذاته أنه وجَّه دعوة رسميَّة إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، لحضور القمَّة العربيَّة التي تستضيفها العاصمة بغداد في آيار المقبل”.
يشار إلى أن اتصال جرى بين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مطلع نيسان أبريل الجاري، ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، أكد خلاله دعم العراق لـ”خيارات الشعب السوري”، إلى جانب عدد من القضايا المهمة، جاء ذلك بعد حذر عراقي من التفاعل مع التطورات السورية خلال الأشهر الماضية، حيث يعكس هذا الاتصال أثر المتغيرات في الظروف الإقليمية على إجرائه، ويؤشر إلى حد ما إلى كسر القيود السياسية المفروضة على السوداني من قبل بيئته السياسية، ممثلة بـ”الإطار التنسيقي” الحليف للأسد، وكذلك الفصائل المسلحة التي تشكلت منها حكومة السوداني.
ولا يستبعد مراقبون للشأن السياسي حضور الشرع في قمة بغداد المرتقبة، وذلك لان الدعوة الرسمية توجهت له حسب البروتوكولات المعمول بها في الجامعة العربية، وبغداد ودمشق ستتفقان في النهاية على طبيعة المشاركة السورية في القمة المقرر إجراؤها في آيار المقبل.
وجاء الاتصال بعد زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني في 13 آذار الماضي، العاصمة بغداد، هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، وتشكيل حكومة سورية جديدة، حيث تركزت على وحدة الصف بين العراق وسوريا والتبادل التجاري وضبط الحدود.
ودائماً ما تلقي التطورات في سوريا بثقلها بشكل مباشر على العراق، الذي يتشارك حدوداً طويلة معها، إذ يؤثر الوضع المرتبك فيها على الداخل العراقي الذي يحاول الحفاظ على توازن في علاقاته الإقليمية.
وكان المحلل السياسي علاء الخطيب أكد في تصريح صحفي سابق، أن “ما يحدث في سوريا لا بد أن تكون له أصداء في العراق، وهو أمر لا مفر منه فهناك حدود مشتركة وعمق سياسي وديني وعقائدي بين البلدين، خاصة أن من تسلموا الحكم في سوريا رفعوا مؤخرا شعارات دينية أو ذات مساس بالمجتمع العراقي كـ(جئناك يا كربلاء) أو (يا خميني شوف شوف)، وهذه الشعارات لا تجعل من المجتمع مستقرا”، مشيرا إلى أن “العراق مر بهذه التجربة ودفع الكثير من شبابه ضحايا وتعرقل استقراره وتأخرت عملية التنمية لسنوات عديدة ولا يريد لأي إنسان أن يرث هذه التجربة”.
ولم يتفاعل العراق رسمياً حتى اللحظة مع إعلان الإدارة السورية الجديدة، في 29 كانون الثاني الماضي، تعيين الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية.
وتجنب العراق بشكل عام التعامل بشكل مباشر مع الإدارة السورية الجديدة بإدارة الشرع، كما أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أكد من جهته موقف العراق الرسمي بالحرص على وحدة الأراضي السورية والاستعداد لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل بشؤونها.
واكتفت بغداد إلى الآن بإيفاد وفد رسمي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات العراقي حميد الشطري في 26 كانون الأول 2024، إلى سوريا، حيث التقى الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وبحث معه جملة ملفات مشتركة.
أقرأ ايضاً
- تبادل إطلاق النار بين الهند وباكستان لليلة ثالثة بعد هجوم كشمير
- مواقف سوريا داعمة للعراق في السنوات السابقة.. حكومة السوداني: "مساعدات القمح" للسوريين تعكس بداية لعلاقة جديدة
- السوداني: كل المحطات الكهربائية ستعمل على الغاز العراقي نهاية 2027