
جاء احدهم من العاصمة بغداد ووصل الثاني من محافظة بابل ولحقهم الثالث من مدينة أمير المؤمنين النجف الاشرف، منهم من اجريت له عملية زرع نخاع العظم خارج العراق وتطلب بعدها علاج لمدة طويلة، وآخر تطلب اجراء عملية له، وثالث يحتاج الى ديمومة العلاج والرعاية، فتلقفتهم ايدي اطباء وتمريضيي وملاكات مستشفى الحسن المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم بتعاملهم الانساني المعهود، وكانوا لهم بلسما يشفي آلامهم وينهي معاناتهم، وخضعوا لبروتوكولات علاجية مجانية طويلة تكفلت العتبة الحسينية لمقدسة بتسديد نفقاتها، وكان لهم العلاج وتحسن الحالة المرضية وقرب الشفاء التام.
وتقول "غصون حسين" والدة الطفل المريض "ذو الفقار جواد علوان" من منطقة شارع حيفا في العاصمة بغداد الذي يبلغ من العمر (9) سنوات لوكالة نون الخبرية ان " حالة ولدي المرضية اكتشفناها منذ كان عمره (6) سنوات، بعد ان ظهرت بقع على جلدة بمناطق متفرقة وحساسة من جسمه، وبعد اجراء التحاليل في مستشفى الطفل المركزي في العام (2022) ببغداد تبين انه يعاني من نزول نسبة الصفائح وكريات الدم بعد مراجعة لمدة شهر وسحب خزع من جسده وتبين ان الخزعة الاولى مخففة، والخزعة الثانية ظهر لديه فشل نخاع، وفي الخزعة الثالثة تأكد اصابته بفشل النخاع وعدم وجود سرطان في الدم، وحدد الاطباء المختصين علاجه بإجراء عملية زراعة نخاع العظم، وكانت غير متوفر اجرائها في العراق، وقام جيراننا بجمع التبرعات له وتمكنوا من جمع مبلغ سهل له السفر الى الهند واجراء عملية زرع نخاع العظم من الغير هناك وتبرعت له اخته، ونجحت العملية وتحسن وضعه الصحي"، وتبين مستدركة بالقول" لكن بعد عودتنا للعراق في العام (2023) حصلت عنده مضاعفات واصيب بفايروس تسبب بتصغير الفم، والمريء، وجفاف العيون، وظهرت بقع جديدة في جسده، وكنا نأخذه الى الاطباء لكن دون جدوى، فجئنا الى محافظة كربلاء المقدسة بعد ان نصحونا بمراجعة مستشفى المجتبى (عليه السلام) لامراض الدم وزراعة نخاع العظم، وفعلا راجعنا المستشفى منذ شهر كانون الاول من العام الماضي، وقدمت لولدي عناية ورعاية طبية بشكل مميز وشخص مرضه بمضاعفات الفايروس واجريت له مجموعة من التحاليل المهمة باشراف الدكتور "حنفي حافظ" وتمت السيطرة على حالته المرضية وخضع الى برنامج علاجي مكثف كانت المراجعة كل اسبوع ثم تحسن واصبحت كل اسبوعين وبعدها كل ثلاثة اسابيع ثم وصلنا الآن الى مراجعة واحدة كل شهر، واصبح الآن بوضع صحي مطمئن وتوقفت جميع اعراض المرض من التقيؤ، وارتفاع درجة الحرارة، والاسهال، والبقع في الجسد، ويتواصل الدكتور "محـمد عبد الواجد" المسؤول عن علاجه معنا عبر الاتصالات الهاتفية للاطمئنان على صحته وتبليغنا بعمل اي شيء يحتاجه "ذو الفقار"، ومنذ ستة اشهر يقدم افضل العلاج لولدي مجانا من قبل العتبة الحسينية المقدسة".
اما والدة الطفل المريض "مصطفى علي جاسم" البالغ من العمر (8) سنوات من محافظة النجف الاشرف فقالت لوكالة نون الخبرية ان" ولدي عندما بلغ عمره سنتين ونصف السنة اصيب بظهور حبوب على انفه وامكنة حساسة من جسده، فراجعنا به مستشفيات وعيادات خاصة لمدة خمس سنوات وكان التشخيص الطبي يشير الى امراض جلدية مثل "الاكزمة"، ثم راجعنا دائرة صحة النجف الاشرف واحالتنا بدورها على وزارة الصحة في بغداد وادخل ولدي ضمن برنامج الاخلاء والاستقدام الطبي وارسل الى تركيا في العام (2024) ومكثنا لمدة اربع اشهر واجريت له عملية زراعة نخاع العظم من الغير بواسطة متبرع، وتلقى علاجات بعدها، وبعد عودتنا ارسلتنا وزارة الصحة الى مستشفى المجتبى لعلاج ولدي كونه يحتاج الى برنامج علاج خاص بعد اجراء العملية، ومنذ اربع اشهر يتلقى "مصطفى" العلاج في مستشفى المجتبى بعد ان شخصت حالته بفشل النخاع، ووجدنا الاحترام والتعامل الانساني الكبير قبل مهنتهم الطبية، واهتمامهم بالطفل المريض بشكل كبير وحذرهم وحرصهم على حياة ابنائنا وتنفيذ البرنامج العلاجي بدقة وحرص لافت للنظر، واصبح التحسن هو سمة حالته المرضية بعد اشهر من العناية الطبية، ولم تظهر على جسده اي حبوب او اعراض، والاهم من ذلك ان الدكتور "حنفي" والطبيب المتخصص بعلاجه الدكتور "محمـد" مستمرين بمراسلتنا والتواصل معنا على كل صغيرة وكبيرة في علاجه، وبعد تحسن حالته تحولت مراجعتنا للمستشفى من كل اسبوعين الى كل شهر مرة، وفي اي وقت يحتاج الى المراجعة نأتي فورا ويتم معالجته".
من جانبه اكد والد الطفل المريض "عباس احمد عمران" من قضاء المحاويل في محافظة بابل لوكالة نون الخبرية ان" ولده البالغ من العمر (9) سنوات اكتشفنا حالته المرضية عام (2021) وكانت لديه اورام لمفاوية، وكان يعاني من ارتفاع درجة حرارة جسمه ورعشه لمدة ستة اشهر، وراجعنا عدد من الاطباء في عياداتهم الخاصة ثم توجهنا الى مدينة الطب في العاصمة بغداد، وشخصوا مرضه بورم في الغدة واجريت له عملية جراحية، ثم ارسلنا الى مستشفى الطفل المركزي في بغداد لتلقي العلاج، وبعد فترة اكد الاطباء حاجته الى عملية زراعة نخاع العظم، وبلغنا حينها ان العملية لا يمكن اجرائها الا في تركيا وصعب الامر علينا كون امكانيتنا المادية محدودة، وبعد مراجعة طبيب في عيادته الخاصة في العام (2023) نصحني بمراجعة ولدي الى مستشفى المجتبى ولم اكن اعلم ان علاج ولدي ومن في عمره كله مجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة، وفوجئت بما وجدت من حجم الخدمات الطبية الكبيرة والمهمة والاستقبال الرائع والتعامل الانساني، واعيد اجراء جميع التحاليل والفحوصات لولدي "احمد" من جديدة وطبق عليه برنامج علاجي خاص واجريت له عملية زراعة نخاع العظم الذاتي في المستشفى في شهر شباط الماضي وتكللت بالنجاح وبقي حوالي (35) يوم في المستشفى تحت العناية، بعد العملية كنت اجلبه الى المستشفى كل اسبوع مرة وبعد تحسن حالته اصبحت كل اسبوعين، واصبحت حالته جيدة ولا تظهر عليه اية اعراض".
من جانبه يشرح اكد اخصائي اورام الاطفال وزرع النخاع الدكتور "محمـد عبد الواجد كمال" لوكالة نون حالات الاطفال الثلاثة لوكالة نون الخبرية بالقول ان" فترة متابعة العلاج للمريض الذي يجري عملية زرع نخاع العظم من متبرع تعتبر حرجة جدا من ثلاثة الى ستة اشهر والطفل "مصطفى علي جاسم" يعاني من مرض نقص المناعة واجرى عملي زراعة نخاع من الغير في تركيا، ومنذ وصوله الى العراق بدأ بمراجعة المستشفى لتلقي العلاج وتدرجنا بمراجعته للمستشفى لتلقي العلاج من اسبوع الى اثنين ثم ثلاثة والآن كل شهر بعد تحسن حالته المرضية، وتجري له الفحوصات والتحاليل ومتابعة مثبطات المناعة، ومضى عليه سنة من العلاج وحالته جيدة جدا وتجاوز المرحلة الصعبة".
وبشأن المريض الثاني "ذو الفقار جواد علوان" فبين انه" اجرى عملية زراعة نخاع عظم في الهند منذ ثلاث سنوات، وجاء الى المستشفى منذ (6) شهور وهو يعاني من طرد عكسي مزمن، وبدأنا الخط الاول بعلاج مثبطات المناعة معه وكانت استجابته متوسطة، ثم انتقلنا الى العلاج بالخط الثاني وكانت حالته جيدة وبدأ يتحسن بالطرد العكسي المزمن، حيث وصلنا معه الى اليوم (1000) من عملية الزرع من الغير عبر متبرع التي تعتبر اصعب انواع العمليات، وتعتبر حالته مستقرة حاليا ونسحب منه مثبطات المناعة".
واشار الى ان" المريض الثالث " عباس احمد عمران" البالغ من العمر (10) سنوات ويعاني من مرض الورم في الغدد اللمفاوية وكان يحتاج الى زراعة نخاع العظم خارج العراق بشكل حتمي، كانت عائلته رغم عوزها المالي تستعد لاجرائها خارج العراق، لكن افتتاح مستشفى المجتبى من قبل العتبة الحسينية المقدسة وقرار المتولي الشرعي الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" بعلاج ممن هم بعمر (15) سنة فما دون مجانا منح الفرصة لعائلة الطفل في مراجعة المستشفى واجراء عملية زرع نخاع العظم الذاتي مجانا، وبقي في المستشفى لاكثر من (35) يوما يتلقى العلاج، ووصل الآن الى اليوم (65) من زرع النخاع، ولديه خدمة اخرى بالعلاج الاشعاعي ايضا ستقدم له مجانا في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، وسيستمر علاجه المناعي ومتابعة حالته الصحية باحدث البرامج وافضل العلاجات بالكفاءات الطبية والمؤسسات المتطورة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- جاء من سامراء للعلاج في كربلاء.. العتبة الحسينية تتكفل بعلاج الصبي "هارون الشاماني" مجانا
- فيه مركز طبي وورش تعليم المهن.. العتبة الحسينية تشيد مجمع الوارث لايواء الاناث فاقدات الرعاية بمواصفات عالمية
- خريطة بغداد تتغير.. عشوائيات ومشاريع تنموية بلا تخطيط