
في قلب كربلاء، حيث تلتقي قداسة المكان بعراقة الطموح، بزغ نجم صغير يُضيء سماء الأمل والعلم. صلاح أسامة، الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، الطالب في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة بلادي الدولية في قضاء الحر غربي كربلاء ، استطاع أن يُذهل الجميع بموهبة حسابية خارقة، ويُتوّج بالمركز الاول مناصفة في الحساب الذهني” (مناصفة) خلال المسابقة الوطنية التي احتضنتها مدينة النجف الأشرف.
صلاح، ببراءة الطفولة وذكاء استثنائي، لم يكن كغيره من الأطفال في هذا العمر؛ بينما كان أقرانه يلهون بألعابهم، كان هو يُحادث الأرقام بلغة خاصة، يحول المعادلات إلى تحديات ممتعة، ويُنجز المسائل بسرعة تُدهش من حوله. لم تكن المسابقة صعبة عليه، بل وصفها بأنها “سهلة”، وقال بثقة الطفولة: “لم أواجه مسألة صعبة”، مؤكدًا أن ما كان يشغله فقط هو إنجاز الحلول بأقصى سرعة.
فرحة الفوز.. وثمار الجهد
وعن شعوره لحظة إعلان اسمه فائزاً بالمركز الأول، قال صلاح: “شعرتُ بسعادة كبيرة”، فيما عبّر والديه عن فخرهما العميق بإنجازه، قائلين له: “نحن فخورون بك كثيراً”، بعدما رأوا ثمار الجهد اليومي والتدريب المستمر الذي لم يتوقف يوماً.
رحلة مع الأرقام منذ الطفولة المبكرة
اكتشف صلاح حبه للأرقام منذ أن كان في الثالثة من عمره، وتحوّل هذا الحب إلى شغف متقد بالتدريب اليومي، إذ يُخصّص ما لا يقل عن نصف ساعة يومياً لحل شيتات خاصة بالحساب الذهني (السوربان)، تحت إشراف والدته وأساتذته الذين يشكلون الداعم الأساسي لموهبته.
مدرسته حاضنة إبداع
صلاح لا يخفي امتنانه لمدرسته “بلادي الدولية” التي شجعته على المشاركة، ووفّرت له البيئة الملائمة لصقل موهبته. وهو اليوم يحلم بأن يصبح “عالم فضاء”، ويتمنى أن يمثل العراق في مسابقات دولية، قائلاً إنه يتمنى زيارة دولة الإمارات.
ما وراء الحساب.. طفل له اهتمامات فريدة
بعيداً عن الحساب، يجد صلاح متعة في مشاهدة فيديوهات عن الفلك والفضاء، ويتمنى أن يخترع آلة حاسبة “تحل المسائل المعقدة اللانهائية”، لأنه ببساطة، يرى في الأرقام أكثر من رموز؛ يراها كائنات لها شخصيات، وشخصيته المفضلة؟ الرقم 8! وعندما يُحقق إنجازاً، تكافئه والدته بما يحب: البيتزا. أما نصيحته لزملائه فهي بسيطة وملهمة: “تدرّب يومياً لتزيد مهارتك”، وللأطفال الذين يخافون من الرياضيات، يوجّه رسالة مفعمة بالتشجيع: “الرياضيات ممتعة جداً وتنشط العقل، فلا داعي للخوف.”
رمز لجيل يؤمن بالمستقبل
صلاح أسامة ليس مجرد طفل فاز بمسابقة؛ إنه قصة مُلهمة لجيل جديد يُؤمن بأن الموهبة والإصرار أقوى من الظروف، وبأن العلم هو الطريق لمستقبل مشرق. كربلاء اليوم تفخر ببطلها الصغير، وغداً قد تفتخر به الإنسانية وهو يخطو بثبات نحو اكتشافات تليق بطموح “عالم فضاء”.
منار قاسم /كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- فنان كربلائي يحوّل شعر الزبائن وتراب المدينة إلى لوحات فنية رائعة
- اشترى مسبحة وتبين انها مرصعة بالذهب .. في مدينة كربلاء المقدسة .. اغلى مسبحة سعرها (70) الف دولار اميركي
- *محمد الصواف: عدسة توثق الحقيقة وتنقل قصص الإنسانية في قلب الأزمات*