- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من يؤمن بفكرة لا يشتم من يؤمن بخلافها
حجم النص

بقلم:سامي جواد كاظم
الايمان الحقيقي باي فكرة هو معرفة كل حيثياتها وقوة الايمان عندما تعلم بنقاط ضعفها وتعترف بها وتقوم على تصحيحها ان امكن ، اما في محاولة بائسة ويائسة لجعل السلبي ايجابي فهذا هو الخلل في الايمان . على الطرف الاخر من يؤمن بخلافها ولا يستطيع ان يظهر محاسن ما يؤمن به فيلجا الى شتم من يخالفه فهذا دليل على احد امرين اما الحماقة او العمالة . كل حوارات التنويريين اؤكد على كلمة ( كل ) وليس البعض او الاغلب ، في حواراتهم ليس لديهم الا تخريج وتهريج لروايات اسلامية تاريخية بعضها غير صحيح وبعضها فهمهم لها غير صحيح ، ولو قلت لاي علماني او تنويري دعك من تراث الاسلام بكل مذاهبه وتحدث عن ما تؤمن به انت او على اقل تقدير ماهو تراثكم ؟ اما مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك فانه وللاسف الشديد اظهر ثقافة هجينة لغتها الشتائم والانتقاص لاتفه الامور التي لا تستحق الخلاف ولكنهم يجعلونها نقطة خلاف بتاويلها بخلاف ما يؤمنون به فتبدا عملية التسقيط . شاهدت مقاطع فديوية للصحفي البريطاني مورغان الذي سبق له وان اتهم حماس بالارهاب ويتهجم على كل من يدافع عن فلسطين وقد استضاف كبار رجالات امريكا وبريطانيا سواء في الثقافة او الفن ممن يؤيد فلسطين ليدين المقاومة ، لا اعلم هل هو رايه ام سوق اعلامي لكسب الجمهور .ما رايته الان هو لقاء مع السفيرة الصهيونية في لندن وهو يوجه لها اسئلة محرجة جدا يثبت لها بانهم ارهابيون ، وحاولت وبعصبية، التهرب من الاجابة على سؤال مورغان ونصه " انكم تعلمون بعدد من قتلتم من ارهابي حماس ، الا تعلمون بعدد الاطفال الذين قتلتموهم ؟" تهربت من الاجابة لتجيب بما ليس له علاقة بالسؤال الا انه يقاطعها ويقول لها اجيبي على سؤالي واخيرا تقول له ليس عندي اجابة فيقول لها من لديه الاجابة فتقول لا اعلم فيقول سفيرة للكيان الصهيوني لا تعلم !!! هنا لاحظوا التضارب بالفكرة والتهرب عن الحقيقة واسلوب كشفها ، ان هذا البرنامج لا يعبر عن ما يفكر به مورغان ، والا لو اراد كشف الحقيقة بما يجري في غزة فانه يعلمها من خلال القنوات المحلية في بريطانيا او متابعة الميادين وسيطلع بكل حيثيات جرائم الكيان . لكن هذه البرامج الحوارية لم تنته اطلاقا بقناعة طرف امام طرف ، كل هذا اصلها الايمان بفكرة ، يؤكد الطيبي في الكنيست الفلسطيني انكم لا تستطيعون ان تواجهونا بالافكار ، لاحظوا المواجهة بالافكار ، وعندما يتعمدون لاسكاته باثارة اللغط والتهرب من مقترحه النقاش بالافكار، يلجا الى قدحهم باسوء الالفاظ لان هذه الالفاظ هي صفات لوحشية تم ترجمتها على الارض هي الجرائم والابادة والمجازر. عندما عجزوا عن الرد عليه الفكر بالفكر قرروا ابعاده لمدة معينة عن الكنيست فقال لهم هذا بيت الشعر " قل للحمير وان طالت معالفها لن تسبق الخيل في ركض الميادين " واستشهد ببيت شعر لاحمد مطر كان هو الاروع " قل للحمير وان تعالى صوتها ما قص اجنحة الصقور نهيق " لربما يقول قائل ان ما استشهدت به هو شتائم وانت القائل ان لا يشتم اقول صحيح ان لا يشتم بمن يؤمن بخلاف فكرتنا ولكن الكيان لا يؤمن باي فكرة انهم همج رعاع يؤمنون بالوحشية ، والوحشية ليست فكرة بل جرائم على الارض
أقرأ ايضاً
- ضحايا بلا صراخ: قراءة قانونية للجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية
- العراق اولا
- الزراعة والثروة الحيوانية: مفاتيح الأمن الغذائي وركائز الاقتصاد الغائب