
حذر خبير في التغيرات المناخية بجامعة بابل من الارتفاع الشديد المتوقع في درجات الحرارة التي سيشهدها العراق خلال هذا العام والسنوات المقبلة، والذي قد يتجاوز حاجز الخمسين درجة مئوية، إلى جانب استمرار العواصف الغبارية نتيجة تفاقم حالات الجفاف والتصحر، وذلك في ظل مؤشرات مقلقة أشارت إليها تقارير دولية منها تقرير منظمة الأرصاد الجوية العالمية التي صنفت العراق ضمن أكثر خمس دول في العالم تأثراً بالتغيرات المناخية.
وبيّن الخبير الدولي المعتمد في منظمة «الهبتايت» التابعة للأمم المتحدة الدكتور قصي فاضل الحسيني في تصريح لصحيفة «الصباح» أن الموجات الحارة باتت ظاهرة مرشحة للتكرار بوتيرة أعلى خلال السنوات المقبلة بسبب التأثيرات المتزايدة للتغيرات المناخية العالمية على المنطقة، مشدداً على ضرورة التكيف مع هذا الواقع الجديد الذي لم يكن مألوفاً في العقود الماضية.
وأوضح الحسيني أن إحدى الوسائل الفعالة للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة تتمثل في أساليب البناء الحديث للمنازل، مقترحاً نموذجاً مبتكراً يعتمد على إضافة طبقة عازلة للجدران الخارجية للمنازل بعد بناء الطابوق الأساسي والوصول إلى مستوى السقف، بحيث يتم تثبيتها من الداخل على الجدران الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس، ومن ثم بناء جدار ثانوي يغطي العازل، ما يؤدي إلى حجز المادة العازلة بين جدارين.
وأكد أن هذا الأسلوب يسهم في تعزيز العزل الحراري للمنزل، كما يطيل من عمر المادة العازلة ويحميها من العوامل الجوية، ما يضمن فعاليتها واستدامتها على المدى الطويل، لافتاً إلى أن التقنية المقترحة ستقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية عبر الحفاظ على برودة الهواء داخل المنزل لفترات أطول عند تشغيل أجهزة التبريد، كما ستُسهم في حفظ الدفء خلال فصل الشتاء، مما يقلل من الحاجة إلى وسائل التدفئة. وأشار إلى أن اعتماد هذه الحلول يُسهم في تحقيق ما يعرف بالراحة البايو مناخية للسكان، محذراً من تزايد المخاطر المناخية في العراق والعالم نتيجة الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة والذي يعزز من ظاهرة الاحتباس الحراري بطريقة غير مسبوقة.
ونبّه الحسيني إلى أن هذا الارتفاع المقلق في درجات الحرارة يرافقه أيضاً تصاعد في مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما سيؤدي إلى نتائج وخيمة تشمل اضطرابات مناخية وذوبان الجليد وارتفاع منسوب سطح البحر وتدهور الأنظمة البيئية، إضافة إلى تهديدات خطيرة للأمن الغذائي والمائي. ودعا إلى تضافر الجهود على المستويات الحكومية والخاصة والمجتمعية لتبني ممارسات مستدامة تحد من الانبعاثات وتدعم الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مع ضرورة تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتشجيع أنماط الاستهلاك الواعي لحماية كوكب الأرض وضمان مستقبل الأجيال القادمة.
أقرأ ايضاً
- لا تجربوا الأدوية على أطفالكم!.. أدوية للبالغين تشكل خطورة كبيرة على الأطفال
- 773 ألف مسافر على متن الطائر الأخضر خلال 3 أشهر
- خلال ستة اشهر في كربلاء ... اكثر من (7) مليار دينار مبالغ تخفيض اجور جامعة الزهراء لثلثي طالباتها