- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اجهض المتشددون مشروع كلية الوعظ والارشاد
حجم النص

بقلم:سامي جواد كاظم
كنت في مجلس معين وذكر الخطيب ما ذكر وبعد يومين او ثلاثة ايام التقيت بالخطيب وسالته بكل ادب ودبلوماسية سيدنا الجليل ذكرت الرواية الفلانية ماهو مصدرها وهل راجعت سندها ؟ فانتفض غاضبا وبصوت عال وبتهجم لم اتوقعه وكاني تجاوزت حدودي فاعتذرت منه وتركته ، طبعا للامانة بعد مدة جاءني معتذرا عن ما صدر عنه . واضيف الى وصايا السيد السيستاني للخطباء ولا اعلم مدى الالتزام بهذه الوصايا ، وها انا اعود بكم الى ثمانين سنة تقريبا الى الوراء . كتبت جعفر الخليلي في جريدته ( الهاتف) منتقدا الاسلوب الذي يتبعه الخطباء في طرح مواضيعهم وطالب بان تكون هنالك خطوات اصلاحية للنهوض بمستوى الخطباء والابتعاد عن الخزعبلات ، هذه المناشدة وجدت صداها عند الشيخ محمد رضا المظفر وبالفعل تكونت لجنة من الشيخ محمد رضا المظفر و الشيخ محمد الشريعة ( نجل شيخ الشريعة ) والسيد جواد شبر ، وقد تبنى الفكرة بجد هو الشيخ محمد الشريعة لان المظفر كان مسافرا . حصل الشيخ محمد الشريعة على فتوى من الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فتوى بوجوب القيام بهذه الحركة الاصلاحية ، لاحظوا كلمة ( بوجوب ) . هنا ثارت ثائرة المتشددين والمتعصبين وعلى راسهم الشيخ اليعقوبي ، وقد سعى لدى الشيخ كاشف الغطاء بسحب الفتوى من جعفر الخليلي قبل ان ينشرها في جريدة الهاتف ( هكذا عرفتهم 2/159) هنا للتوضيح ان اليعقوبي ـ ان كان المقصود الشيخ محمد علي ـ جيء به من الحيرة الان ( الجعارة سابقا ) ليكون خطيب النجف بدلا من صالح الحلي الذي تجاوز على المراجع والفقهاء فحرم السيد ابو الحسن الاصفهاني الاستماع للحلي ، وجاء هذا الخطيب بعد الثناء والتبجيل له من قبل الوسط النجفي وحتى اختير رئيسا للجمعية العلمية في النجف ، والذين اثنوا عليه بعضهم ثارت ثائرته عليه لانه وقف ضد تطوير قابلية الخطباء لكن الشيخ محمد شيخ الشريعة مضى في خطواته ومن معه وقد تم تاسيس كلية الوعظ والارشاد سنة 1363هـ والمؤسسون هم الشيخ محمد شيخ الشريعة ، الشيخ احمد الوائلي ، الشيخ مسلم الجابري ، الشيخ محمد رضا المظفر ، الشيخ محمد حسين المظفر ، عبد المهدي مطر ،وغيرهم وقد شغلوا حسينية هاشم ال زويني للكلية وهي الان المدرسة الغروية في الجهة الشمالية للصحن الحيدري . ( كلية الفقه ادوار واطوار تاليف د علي خضير حجي ) وهنا لم يهدا المتشددون وتبين لهم ان الحسينية وقفية لخدمة الزوار فبداوا باتهام المنتدى بانه يستخدم ارض مغصوبة وهذا حرام علما بان المنتدى حصل على ترخيص من السيد الاصفهاني قبل ان يتبين انها وقفية وبعد ذلك سحب السيد الاصفهاني ترخيصه . عادت الكلية لاستئجار مكان اخر وهو دار في ذيل جبل المشراق بجوار الساباط الذي يؤدي الى فضوة المشراق . سرعان ما بدا التحرك المضاد من قبل حواشي بعض العلماء ـ هنا لاحظوا حواشي بعض العلماء ـ الذين ضد التطوير وتحرك معهم اصحاب المصالح حتى ان بعضهم قال ان الحسين قتل مرتين مرة يوم الطف واخرى في حركة متندى النشر ، واخيرا تمكنوا من اجهاض المشروع تخيلوا توجد مدرستين ايرانيتين في النجف احداهما العلوية والاخرى المرتضوية ولما كانت فكرة المنتدى تاسيس مدرسة من قبل السيد سعيد كمال الدين وكان المدير في حينها السيد حسين عيسى كمال الدين وقف القائمون على المدارس الايرانية ضده في حينها افتى عالم ايراني بحرمة الدراسة الحديثة، فقابله عالم مجتهد عربي وهو الشيخ احمد كاشف الغطاء بحلية الدراسة الحديثة . واجهاض مشروع الخطباء يقول الشيخ الوائلي( في كتابه تجاربي مع المنبر ) بسبب عدم وجود غطاء من قبل المرجعية وعلى ما يبدو انها لم تتدخل لتجنب الانقسام في المجتمع النجفي والذي سبق له وان انقسم بسبب فتاوى السيد محسن الامين بتحريم التطبير . اضافة الى تعصب المتشددين الذين راحوا يروجون لكثير من الاتهامات ضد المنتدى هذا من جانب ومن جانب اخر لم يكن للمنتدى لجنة تواصل مع الطرف الاخر للنقاش ورأب الصدع . بعد توقف المشروع ترك بعضهم النجف حفاظا على ارواحهم منهم مثلا الشيخ محمد رضا المظفر ذهب الى الكاظمية بضيافة السيد مرتضى العسكري ، والسيد محمد تقي الحكيم الى عشيرة بني حسن في الكوفة ، والشيخ محمد شيخ الشريعة الى باكستان . الى هذه الدرجة تهديد المتشددين اذا ما فكر احد منهم الاصلاح والتطوير . للعلم توسط بعض الاخيار عند السيد ابي الحسن الاصفهاني للسماح للخطيب صالح الحلي بان يرتقي المنبر فوافق بشرط ان يعلن توبته ويعتذر من الفقهاء على المنبر فوافق الاخير وبالفعل في الموعد المقرر جاء الخطيب الحلي والمكان غص بالحضور وازدحام شديد حتى اضطروا للجلوس خارج الصحن ، فلما ارتقى المنبر وراى هذا الحضور تراجع الحلي عن اعلان توبته وقال انا لم اخطئ ولكن طالما طُلب مني التوبة والاعتذار فاني اعلن ذلك وليس لاني اخطأت ونزل من على المنبر وهنا ساءت العلاقة وعلى ضوء ذلك بدا اهالي النجف يبحث عن خطيب يسد فراخ الحلي فكان الشيخ محمد علي اليعقوبي الذي اصبح موقفه فيما بعد مثل موقف الحلي من التجديد والاصلاح .
أقرأ ايضاً
- محطة كهرباء الفاو وتحلية المياه.. مشروع حيوي تطحنه البيروقراطية ويخنقه الإهمال
- وقفة مع صُنّاع الأجيال في إضرابهم المشروع
- المشروطة والمشروعة