
تعتبر وزارة الداخلية من اكثر الوزارات التي تدخل خططها الى حيز التنفيذ بسرعة حال توفر متطلباتها، وآخر ما تسعى اليه ادخال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة الى جميع مفاصلها وخاصة مديرية الاستجابة والسيطرة المركزية في دائرة عمليات وزارة الداخلية، التي تكفلت بتنفيذ مشروع "امن بغداد" الذي يعمل حاليا كمرحلة اولى بثلاثة الاف كاميرة مراقبة تعمل بالذكاء الاصطناعي تختزل بها الوقت والجهد، وتستطيع على الفور ارسال اشعارات الى مركز (911) عن حصول الجرائم او الحوادث او الاخبار عن مطلوب للقضاء اولا باول.
أمن بذكاء اصطناعي
وقال مدير المديرية العميد الدكتور "رائد عبد الكريم" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" " لدى المديرية مشروع أمن بغداد في جانب الرصافة الذي دشن بمنظومة حديثة يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي جهزت من شركات عالمية من السويد والدنمارك واستراليا واميركا وجمعت بمظلة ومنصة موحدة في مشروع متكامل يضم جمع كل كاميرات المراقبة في بغداد واضافة اخرى جديدة وتزويدها بتقنية الذكاء الاصطناعي"، مشيرا الى ان" استخدام الاف الكاميرات يوجب توفير الاف المنتسبين من الملاكات التخصصية، والمعروف علميا ان العين البصرية اذا استمرت بالنظر والمراقبة لاكثر من (40) دقيقة سيحصل لها تعب وارهاق، وبما ان الاجهزة الامنية استخدمت التكنولوجيا في تطوير عملها، لذلك استخدمنا خوارزميات حديثة للامن تساعد في البحث وتقديم الاشعارات لاي حالة طارئة، او مشبوهة، او حادث حريق، او تصادم السيارات، او سرقة سيارة، او مخالفة مرورية، او شخص مطلوب للقضاء على ذمة قضية، او سلوك اجرامي، او تجمع في مكان وزمان غير معتاد عليه مثل التظاهرة او ما شابه ذلك، وهذا الامر بعد تفعيل مشروع امن بغداد لا يحتاج ان نضع الاف المنتسبين والضباط يراقبون بصريا هذه الكاميرات".
كشف الجرائم
واضاف ان" حصول الجريمة قبل تدشين هذا المشروع كان يتطلب استرجاع التسجيلات عبر البحث في هذه الكاميرات لمدة تستنزف الكثير من الوقت لتجد المشهد المناسب الذي حصلت فيه الجريمة، اما الآن فإن تقنية الـ( AI) والذكاء الاصطناعي يختصر جميع تلك الخطوات ويوفر وقت كبير ويقلل من استخدام الموارد البشرية، ولا نحتاج الى تشييد بنايات كبيرة ونصب شاشات عملاقة وتوفير مئات الملاكات العاملة، وانما سيتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في استخلاص النتائج، حيث بدأت الخطوة الاولى بـ(3000) كاميرة مراقبة، مستفيدين من البنى التحتية وتوفر الاعداد الكبيرة من كاميرات المراقبة التي تعمل في بغداد والتي ستوحد جميعها بمنصة واحدة للذكاء الاصطناعي، وستكون خدماتها مختلفة امنية وخدمية ومنها على سبيل المثال الانواء الجوية، والحرائق والحوادث، ونركز في عملنا على المخالفات الامنية بالدرجة الاولى، لان هناك جرائم لا يبلغ عنها المواطن الا بعد ساعات طويلة ومنها على سبيل المثال لو حصلت سرقة لمحل صياغة ليلا، فلا يبلغ صاحب المحل عن السرقة الا بعد ان يكتشفها صباحا، والكاميرات العاملة بالذكاء الاصطناعي ستقوم بارسال اشعارات مباشرة الى الخط الساخن (911) في مديرية الاستجابة بدون اتصال المواطن وحتى بدون علمه فيتخذ على الفور الاجراء الامني اللازم، لان هذه التقنيات في مشروع امن بغداد تجعل كاميرات المراقبة والذكاء الاصطناعي والرقم (911) هو المستجيب الاول لكشف الجريمة وردع منفذها،".
محافظات ومطارات
واوضح ان" محافظات بابل وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف ستضاف الى هذه المنصة بما فيها من كاميرات مراقبة عاملة، وكذلك المطارات والمنافذ الحدودية ستلتحق ايضا بالمنصة"، مشيرا الى ان" هذه التقنيات يمكن ان تحدد وجود اشخاص مطلوبين للقضاء على ذمة قضايا جنائية او ارهابية، لان اغلب مرتكبي الجرائم يتنقلون من محافظة الى اخرى لتغيير محل اقامته، وحينما نبحث عن مطلوب ارتكب جريمة في محافظة ديالى نتفاجئ بوجوده في احدى محافظات اقليم كردستان، او في احدى المحافظات الجنوبية وهو امر يسبب صعوبة لضباط التحقيق، لذلك استخدمنا هذه التكنولوجيا لتوفير منصة موحدة تجمع جميع المحافظات وخلال تنقل المطلوب بين المحافظات ستكون الكاميرات المنصوبة في مداخل المحافظات تعمل بمنصة واحدة وفي حال مرور اي شخص مسجل ضمن القائمة السوداء ستعطي الكاميرات على الفور اشعار الى مركز (911) ويكون ارتكابه الجريمة في محافظة والقاء القبض عليه في محافظة اخرى".
كاميرات محمولة
فائدة اخرى اشار اليها "عبد الكريم" بالقول ان" الكثير من منتسبي وزارة الداخلية يخرجون بواجبات يومية والكثير منهم يتعرض الى اعتداءات خلال الواجبات على الدوريات، فقامت المديرية بتزويدهم بكاميرات محمولة على الكتف دخلت الآن الى حيز التنفيذ، ساعدت في توثيق واجباتهم وبنفس الوقت تحفظ حقوق المنتسب في حال تعرضه لاصابة خلال الواجب، او اعتداء، او تجاوز، والقانون سيحافظ على حقوقه وبنفس الوقت سيقوم بارسال معلومة مباشرة من المنتسب في مكانه بالواجب الى مركز (911) وهنا تكون دائرة العمليات في مديرية الاستجابة على اطلاع مباشر على مكان وجود المنتسب وماذا ينفذ في الواجب وسيكون المنتسب باعلى درجة التزام بمهامه لان يعرف انه مراقب".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- ديالى.. الاطاحة بشخص أقدم على إحراق زوجته حتى الموت
- القضاء العراقي يعتقل متهما على صلة بحادثة دهس في أمريكا
- سوريا.. مقتل 11 علوياً بهجمات مجاميع مسلحة على حمص