أول سفراء الإمام المهدي (عليه السلام)، ووالد النائب الثاني الذي حل محله بعد وفاته هو "أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري"، ويعد من أصحاب ثلاثة من الائمة الاطهار هم الحسنِ العسكري، وعلي الهادي، والمهدي المنتظر (عليهم السلام) وعاصرهم، و" العمري" كان "أسدياً" فنسب إلى جده فقيل العمري، ويقال له السمان لأنه كان يتاجر في السمن تستراً من سطوة العباسيين والمعادين، وقد وصف الشيخ "الطوسي" في كتاب "الغيبة" النواب الأربعة بمن فيهم عثمان بن سعيد، بقوله إنهم كانوا أهل عقل، وأمانة، وثقة ظاهرة، ودراية، وفَهم، وتحصيل، ونباهة، وكانوا معظمين عند سلاطين وقتهم، لعظم أقدارهم، وجلالة محلهم، مكرمين لظاهر أمانتهم، واشتهار عدالتهم، وهم الذين اختصهم الإمام "الحسن العسكري" (عليه السلام) في حياته أمنا له في وقته، كما قال بعض العلماء عنه أنه من أصحاب الإمام "محـمد الجواد" (عليه السلام) وخدم عنده، وله إحدى عشرة سنة وله إليه عهد معروف، ولم يترك خدمته وحظي عثمان بثقة الإمام الجواد به فكان يعتمد عليه في أموره ويوكل إليه في مهامه.

موقعه الجغرافي

ويقول احد العاملين في مرقده الشريف "علي صلاح" لوكالة نون الخبرية ان" السفير الاول للامام الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) هو الشيخ "عثمان بن سعيد العمري" (رضوان الله عليه) الذي عاصر ثلاثة من الائمة الاطهار هم علي الهادي والحسن والعسكري والامام المهدي (عليهم السلام)، ومرقد الشيخ هو محل اهتمام جميع المسلمين بغض النظر عن طائفة دون اخرى، فيلتمس به الدعاء وتقضى عنده الحوائج، وذروة زيارته هو يوم الجمعة من كل اسبوع، وموقعه جغرافيا في مدينة بغداد القديمة محاذي الى مبنى القشلة، وسوق المتنبي الادبي والثقافي، وشارع الرشيد في قلب العاصمة بغداد، ودار الحكمة ومبنى السراي (الحكومة في العهود السابقة)، ويزور مرقده ابناء جميع الطوائف وهو امر لمسناه من وجودنا الدائم في المرقد".

زوار عرب واجانب

واضاف ان" المرقد الشريف يزوره ايضا عدد من السائحين الاجانب الذين يقصدون المناطق التاريخية في بغداد، واعداد كبيرة من الزائرين العرب والاجانب من دول الخليج العربي مثل الكويت والبحرين والسعودية ولبنان وايران والهند والباكستان وافغانستان، وغيرها من الدول من الذين يأتون في حملات السياحة الدينية لزيارة المراقد المقدسة في العراق، وتكون لهم جولة لزيارة مراقد سفراء الامام المهدي (عليه السلام) الاربعة الذين تتوزع مراقدهم في ساحة الخلاني، والشورجة، وسوق التجار قرب المدرسة المستنصرية القديمة، ويقدم العاملون في المرقد وبتوجيه من المتولي الخاص الشيخ "رياض الدراجي" خدمات كثيرة وكبيرة للزائرين في مختلف المناسبات الدينية التي تمر كل عام مثل ايام شهر محرم الحرام والزيارة الاربعينية وزيارة استشهاد الامام موسى الكاظم (عليه السلام) وليالي رمضان المبارك، وذكرى وفاة "السفير العمري" في الاول من رمضان، وتقدم موائد الطعام كإفطار للصائمين ووجبات طعام للزائرين او المشاركين في المجالس".

نشاطات وخدمات

واوضح ان" النشاطات والفعالية مستمرة في المرقد ومنها اقامة المجالس الحسينية، وكذلك تقام في المرقد الشريف صلاة الجماعة يوميا، وكذلك اقامة محاضرات دينية، وتثقيفية، واخلاقية، واكثر الخدمة تقدم في ايام ذكرى استشهاد راهب آل محمـد الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، ونمد موائد الطعام والشراب ويفتح المرقد الشريف ويتحول الى محطة لاستراحة الزائرين المعزين القاصدين الى الكاظمية سيرا على الاقدام، اما في شهر رمضان المبارك فتقام الختمة القرآنية في المرقد من بعد صلاة الظهر الى العصر ويشارك بها الكثير من الزائرين والمؤمنين، وكذلك تقرأ ادعية مخصوصة وعامة مثل دعائي "كميل" و"الندبة"، وبالاخص في يوم الجمعة، وتجري حاليا اعمال توسعة واعمار وتأهيل للمرقد، بمشروع تشرف على تنفيذه العتبة العباسية المقدسة بالتنسيق مع الامانة العامة للمزارات الشيعية والامانة الخاصة لمزار الشيخ "عثمان بن سعيد العمري"، ويشمل توسعة مساحة الحرم المبارك واعادة بنائه ببناية كبيرة وبتصاميم تحافظ على الطراز الاسلامي وستزيد من الطاقة الاستيعابية للمرقد لاستقبال الزائرين، واضافة خدمات جديدة للزائرين مثل بناء مجموعات صحية كبيرة للجنسين واستغلال الباحة في وضع امكنة للاستراحة والجلوس وصالة لتناول الطعام، وبوشر بالعمل قبل اشهر وفق الخطط الموضوعة لها وسيتم انجازها في الوقت المحدد لاعادة فتح المرقد الشريف واستقبال الزائرين".

قاسم الحلفي ــ بغداد