
قال وزير الخارجية فؤاد حسين في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء حضرته "الصباح": إن "بغداد ترحب بأشقائها العرب اعتزازاً يليق بعراقتها، وأن اللجنة التحضيرية للقمة العربية في بغداد أنجزت عملاً كبيراً"، لافتاً إلى أن "مشاركة القادة والمسؤولين بهذه الظروف الاستثنائية تؤكد رغبتهم بتوحيد الموقف العربي بما يخدم الأمة العربية وتنميتها ورفاهيتها ودعم بغداد ودورها الفاعل بالمنطقة".
وأضاف، أن "عشرين منظمة عربية تشارك بهذه القمة، فضلاً عن منظمات دولية بينهم الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لدول التعاون الإسلامي وضيف الشرف رئيس وزراء إسبانيا، بالإضافة إلى نحو 300 صحفي من المؤسسات العراقية و200 من الصحافة الدولية، حيث منحت 1000 سمة دخول للحاضرين في القمة"، مبيناً أن "16 اجتماعاً للجنة الإدارية العليا للقمة العربية عقد في بغداد".
وأوضح حسين أن "العراق يفتخر باستضافة ثلاث قمم وهي مجلس جامعة الدول العربية، والدورة الخامسة للقمة التنموية، والقمة على مستوى القادة بين العراق ومصر والأردن، والعراق الآن رئيس قمة 77 والصين"، مشيراً إلى أن "اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري سيرفع مقرراته للقمة، ويوم القمة ستكون هنالك جلستان صباحاً على مستوى القمة والثانية القمة التنموية الخامسة، فيما سيصدر عن القمتين (إعلان بغداد) من بينه الدعوة للوقف الفوري لما يجري في غزة".
وأوضح حسين، أن "الرسالة الرئيسية هي الوصول إلى تعزيز المواقف العربية، ناهيك عن تحقيق أكبر قدر من التكامل الاقتصادي في المرحلة المقبلة، مع تواتر الأزمات التي تشهدها المنطقة".
وأكد وزير الخارجية، أن "القمة العربية ستعلن دعمها لما أسفرت عنه قمة القاهرة الطارئة بشأن فلسطين في آذار الماضي"، موضحاً أن "المستجدات المرتبطة بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ورفع العقوبات عن سوريا مرحّب بها من قبل العراق"، موضحاً أن "القمة العربية في بغداد والقمة الأميركية - الخليجية هي قمم تكاملية لا تتعارض في جوهرها".
وأضاف حسين، أن "هناك حزمة قرارات ستشهدها قمة بغداد تتعلق بالوضع في سوريا"، موضحاً أن "القرارات تمثل دعماً صريحاً للشعب السوري، على غرار ما يحدث في اجتماعات السعودية أو الاجتماعات السابقة لها".
وبشأن المبادرات التي يقدمها العراق خلال القمة، شدد على "أهمية الأبعاد الاقتصادية في إطار تعزيز التكامل بين الدول العربية، وهو ما من شأنه تعزيز العلاقات وتحقيق الشراكات".
رئاسة عراقية
ويتسلّم العراق اليوم الخميس، رئاسة الدورة الحالية للاجتماع الوزاري العربي للقمة العربية الـ34.
حيث وصل يوم أمس الأربعاء، عدد من وزراء الخارجية العرب، بضمنهم وزراء خارجية مصر والسودان والإمارات وجزر القمر، للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب تمهيداً لعقد القمة العربية.
ويبدأ الاجتماع اليوم، بكلمة وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني رئيس الدورة السابقة الـ33 للقمة العربية، ومن ثم يسلّم رئاسة الاجتماع لوزير الخارجية فؤاد حسين رئيس الدورة الحالية للقمة العربية الـ34، وبعدها يلقي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط كلمة الجامعة، بعد ذلك ينطلق الاجتماع المغلق للنظر في مشروع جدول أعمال القمَّة، والنظر في مشاريع القرارات وإقرارها والتي ستُعرض على الملوك والرؤساء والقادة العرب في قمَّتهم يوم السبت المقبل وإصدار (إعلان بغداد).
اجتماع المندوبين العرب
وكان المندوبون الدائمون وكبار المسؤولين في وزارات الخارجبة العربية، اجتمعوا أمس الأربعاء، حيث أعدّوا مشروع جدول أعمال القمة العربية في دورتها الجديدة، والذي يتضمن ثمانية بنود رئيسة تشمل مختلف ملفات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي، والتي سيتم اعتمادها في القمة على مستوى القادة ورؤساء الدول والحكومات السبت المقبل.
وتسلّم مندوب جمهورية العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير الدكتور قحطان طه خلف الجنابي، أمس الأربعاء، رئاسة اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والثلاثين في العاصمة بغداد.
وجاء تسليم الرئاسة من قبل مندوبة مملكة البحرين الدائمة لدى جامعة الدول العربية، السفيرة فوزية زينل، التي أعربت عن شكرها وتقديرها لجمهورية العراق على استضافتها أعمال هذه الدورة، متمنية النجاح والتوفيق لأعمال القمة. وفي مستهل كلمته، رحب السفير الجنابي، بالمندوبين العرب المشاركين، مشيداً بالجهود التي بذلتها مملكة البحرين خلال رئاستها السابقة للاجتماع، ومثمناً الدور البارز الذي قام به الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور أحمد أبو الغيط، وكادر الأمانة العامة، في الإعداد والتحضير لأعمال هذه
الدورة.
وأكد المندوب الدائم للعراق، أن بغداد تستضيف هذا الاجتماع في إطار حرصها على تعزيز العمل العربي المشترك والتشاور حول القضايا والتحديات التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى تطلع العراق إلى نتائج ملموسة تلبي طموحات وآمال الشعوب العربية.
وقال الجنابي: نرحب بكم في بغداد السلام عاصمة الحضارة والتأريخ، حيث أن وجودكم في بغداد دلالة على عمق العلاقات وتوسيع آفاق التعاون، وأضاف، نتطلع إلى نتائج تخدم الشعوب العربية، مشيراً إلى أن العراق يؤكد على أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار.
وشدد على أهمية توحيد المواقف العربية وتكثيف الجهود للدفاع عن القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأكد، أن العراق يحترم سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، لافتاً إلى أن، المنطقة تمر بأوقات تتطلب توحيد المواقف والقضية الفلسطينية تتطلب دعماً موحداً، وأشار إلى أن، العراق سيسعى إلى تعزيز العمل العربي.
مشروع جدول الأعمال
مندوب العراق لدى الجامعة العربية، السفير قحطان الجنابي، كان صرّح لـ"الصباح"، في وقت سابق، بأن مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة – الدورة العادية 34 يتضمن تقرير رئاسة القمة للدورة (33) حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام حول العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي – الصهيوني ومستجداته، بما يشمل متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية، والتطورات والانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس المحتلة، ومتابعة تطورات الاستيطان، الجدار، الانتفاضة، الأسرى، اللاجئين، الأونروا، والتنمية، إلى جانب دعم دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل.
ويتناول جدول الأعمال أيضاً الشؤون العربية والأمن القومي، والتي تشمل التضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع في الجمهورية العربية السورية، ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، وتطورات الوضع في دولة ليبيا، وتطورات الوضع في الجمهورية اليمنية، ودعم جمهورية الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا.
كما يشمل جدول الأعمال القضايا الإقليمية والدولية، بضمنها قضية سدِّ النهضة الإثيوبي وتأثيره في الأمن المائي العربي.
كما يتضمن جدول الأعمال كذلك عدداً من القضايا الستراتيجية والتنموية، من بينها متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة
الإرهاب.
كما يتضمن جدول الأعمال، بنوداً إجرائية تتضمن تحديد موعد ومكان انعقاد الدورة العادية (35) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، إلى جانب مشروع الإعلان الختامي، وما يستجد من أعمال.
أقرأ ايضاً
- مصر والعراق والأردن يتفقون على رفض تهجير سكان قطاع غزة
- الشرع: السوداني أبدى رغبته في إعادة العلاقات السورية العراقية
- أمير الكويت لترامب: لن ننسى موقفكم معنا برد "العدوان العراقي"