سجلت جامعة الزهراء للبنات التابعة للعتبة الحسينية المقدسة تفوقا علميا واكاديميا في الكثير من المجالات رغم قصر عمرها، حيث تفوقت طالباتها في الامتحانات الوزارية التقويمية على مستوى الجامعات الحكومية والاهلية، واختيرت الجامعة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتكون الاولى بإدارة كرسي اليونيسكو لشؤون المرأة، وكذلك اختيرت الجامعة كحاضنة اعمال نسوية رقمية، ومنها تستطيع من خلال العلاقات والشراكات وعقد الاتفاقيات التي تقيمها مع شركات ومؤسسات وجمعيات خارجية توفير فرص عمل كافية لطالبات الجامعة.

تفوق علمي 

وقالت رئيسة الجامعة الدكتورة "زينب الملا السلطاني" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الجامعة تعتبر فتية حيث مضى على افتتاحها ستة سنوات، وهناك عناية الهية لحملها هذا العنوان الشريف لاسم السيدة الزهراء (عليها السلام)، ومرجعيتها التأسيسية للإمام الحسين (عليه السلام) وعتبته المقدسة، وجميع تلك العوامل لها اسهامات وفيوضات جعلها تحصد مراكز متقدمة وتفوق وتميز بمستوى مراكز اولى في كثير من مجالاتها العملية، ومنها نيلها المراكز الاولى في الامتحانات الوزارية التقويمية بتخصصات الصيدلة، والتخدير، والاشعة والسونار، ومجالات اخرى على مستوى الجامعات الحكومية والاهلية، اما من الناحية الاكاديمية فالجامعة نالت تقييم افضل مكتبة في تقييم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على مستوى الجامعات الحكومية والاهلية، وهي الجامعة التي حصدت مواقع متقدمة اكثر وتميزت من بين الجامعات بشهادة الوزارة التي تتبع خطة ومعايير وضوابط تعتمد عليها في تقييم الجامعات العراقية، بعد زيارة لجان وزارية كشفت على ما تقدمه الجامعة واعطت تقاريرها الى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور "نعيم العبودي"، ومنها اختيرت جامعة الزهراء لان تكون الاولى بإدارة كرسي اليونيسكو لشؤون المرأة، لمكانتها العلمية والاكاديمية وتميزها من بين الجامعات في هذه المعارف وملاكاتها التدريسية الكفوءة حققت هذا التميز في نظر الوزارة ولجانها الوزارية المتخصصة".

حاضنة وفرص عمل 

واضافت ان " الوزارة اختارت جامعتنا من بين الجامعات التي تكون حاضنة اعمال نسوية رقمية، وبلغنا بشكل رسمي من الوزارة على انشاء حاضنة الاعمال الرقمية النسوية، ومعنى تلك الاعمال ان نهيئ من خلال العلاقات والشراكات وعقد الاتفاقيات التي تقيمها الجامعة مع شركات ومؤسسات وجمعيات خارجية تتكفل من خلالها بتوفير فرص عمل كافية لطالبات الجامعة بتخصصات الصيدلة، والتخدير، والاشعة، والعلاج الطبيعي، والتربية، والتدريس، وهي فرص عمل تجدها الطالبة بعد تخرجها من الجامعة، وتعتبر الحاضنة هي فترة التدريب العملي المرافقة للدراسة النظرية لإعداد الطالبة للعمل بعد التخرج بخبرات كافية، حيث تتضمن اقامة دورات وورش تدريبية وتعليمية وتنموية واعداد لطالبات خريجات مؤهلات ولهن احاطة كاملة نظرية وعملية بالتخصص العلمي الذي سيعملن فيه في سوق العمل، وهو امر يعطي مؤشر ان هذه الجامعة تحضى بالرعاية الكبيرة والدعم المتواصل وغير المنقطع من العتبة الحسينية المقدسة ومتوليها الشرعي الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" الذي يوصي بالعلم واعداد جيل من البنات والنساء العالمات الصالحات المفكرات ليتحملن مسؤوليتهن في تربية الاجيال وتنشئة الابناء في المستقبل". 

هندسة العمارة 

واوضحت ان" الجامعة ورغم عمرها القصير الا انها شهدت بروز كفاءات علمية على مستوى التدريسيات اللواتي حصل بعضهن على براءات اختراع، كما برزت لدينا مجموعة من الطالبات اللواتي يمتلكن عقلية علمية مفكرة ومبدعة في مجال تخصص هندسة العمارة بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، ومنها نتاجات طالبة من المرحلة الاولى في الكلية برزت لها اعمال واشكال هندسية على طراز حديث تبشر بانها طالبة واعدة، وسيكون لها مستقبل زاهر، وتمتلك علمية تكاد تكون على نهج المعمارية العراقية العالمية "زها حديد" في الهندسة المعمارية، كما برزت طالبات الجامعة بشغفهن وحبهن لمجال الذكاء الاصطناعي هذا العلم الجديد الغزير بتقنياته، ومنها هنا ظهرت لهن ابداعات وافكار جديدة تخدم القادمين الى كربلاء المقدسة في الزيارات المليونية ببرامج وافكار جديدة وحديثة، بعد ان هيأت الجامعة لهن جميع المتطلبات التي تحتاجها تجاربهن وعملهن، ومنها توفير خيمة خاصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي للسائرين من الشابات والفتيات والاطفال مشيا على الاقدام نحو كربلاء في الزيارة الاربعينية، من خلال تعليمهم برامج توعوية وارشادية وتنويرية تخص زيارة الامام الحسين (عليه السلام) واهداف المسيرة السامية العميقة التي يجب ان تكتشف من خلال اقامة هذه النشاطات، لإبراز الدور الرسالي للامام الحسين (عليه السلام)، وهي عملية ربط كبير بين العلوم المنهجية التي تدرس في الجامعة في مختلف التخصصات العلمية مع الرسالة الحسينية الربانية التي جاءت لجميع الانسانية وان اساسها عملي، وفكري، وانساني".

رسالة الفن 

واشارت "السلطاني" الى ان" في قسم التربية الفنية في كلية التربية عمل كبير وتظافر جهود وتوفير طاقات تدريسية مبدعة وتعتمد الفن الملتزم، لنفسح الفرصة للطالبة باخراج كل ابداعاتها ومخيلاتها الفنية وتسخيرها من خلال تقديم تصاميم وديكورات وفنون تشكيلية ضمن المرجعية التأسيسية للجامعة المتمثلة بالعتبة الحسينية المقدسة، ورسالتها، ومبادئها، وسياستها، لان الجامعة لا تكتفي ان تضيف الى الساحة العلمية والاكاديمية رقما باختصاصات فقط، بل انه رقم علمي يضاف له قيمة كبرى تتجسد في القيم والمبادئ الحسينية ورسالة اهل البيت (عليهم السلام) في هذه الفنون، لان وسيلة الفن اسرع واقل وقت في ايصال اي رسالة مؤثرة الى المتلقي اكثر من القلم والكتاب في اكثر الاحيان"، مبينة ان" الجامعة انفردت لاول مرة على مستوى العراق محليا واقليميا ودوليا في العالم الاسلامي بافتتاح تخصص علمي واكاديمي جديد هو قسم "نهج البلاغة" الذي يعنى بتدريس الطالبات لفكر الامام علي (عليه السلام) ودلالاته، ومضامينه، الانسانية، والمعنوية، والاعتبارية، والدينية، وحقوق الانسان، وتحقق النجاح بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبركات الامام الحسين (عليه السلام)، ودعم المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي"، لان فكر وراث اهل البيت يجب ان يدرس في الدراسات الاكاديمية على مستوى العراق على اقل تقدير".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي