
شارك العراق، في الاجتماع العربي المشترك الذي نظمته الجامعة العربية بمقرها في القاهرة، بشأن “تقييم الأطر القانونية والستراتيجيات العربية الخاصة بحماية وتعزيز حقوق واحتياجات ضحايا الإرهاب”، ومثل العراق في الاجتماع مستشار مكتب رئيس الوزراء، خلف سنجاري، الذي كشف عن استعدادات تجري في بغداد لتنظيم وعقد مؤتمر دولي لدعم ضحايا الإرهاب منتصف العام المقبل 2026.
وقال سنجاري، في حديث لـ”الصباح”: إن “العراق من أكثر الدول التي تعرضت إلى هجمات إرهابية، ولدينا الآلاف من ضحايا الإرهاب، وهناك معاناة جسيمة من شهداء ومعاقين وعوائل منكوبة، كما أن انتصارنا على تنظيم (داعش) الإرهابي أصبح مثالا يقتدى به في كل العالم”، وأشار إلى أنه “من هذا المنطلق؛ كانت لنا مبادرات عديدة وآخرها مبادرة رئيس الوزراء بتأسيس المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب في بغداد”.
وأضاف، أن “مشاركتنا في هذا الاجتماع بالقاهرة، تأتي أيضا ضمن توجيهات رئيس الوزراء بدعم ضحايا الإرهاب وتلبية احتياجاتهم، ووضع الأطر القانونية العربية والدليل الاسترشادي في دعم ضحايا الإرهاب، وهي خطوة مهمة، لأن تنامي خلايا (داعش) خطر على كافة المجتمعات العربية، والتنسيق العربي مهم جدا للقضاء على كافة أنواع وأشكال الإرهاب”.
وأشار سنجاري، إلى أن “كلمة العراق في الاجتماع العربي، تطرقت إلى ما عانى منه البلد من التنظيمات الإرهابية، وكذلك الخطوات والإجراءات الحكومية في دعم ضحايا الإرهاب، من خلال تشريع قوانين مثل قانون الناجيات الإيزيديات وعدد من القوانين الأخرى التي تخص دعم الضحايا”.
ودعا سنجاري ممثلي الدول العربية الحاضرين في الاجتماع، “لتوعية المجتمعات بخطورة الإرهاب وضرورة التصدي له، والتنسيق للقضاء عليه”.
وأضاف، أنه “وضمن مخرجات القمة العربية الـ34 التي ترأسها العراق، دعا إلى مؤتمر دولي برئاسة العراق وإسبانيا، لضحايا الإرهاب في بغداد”، مبيناً أن “المؤتمر سيكون عالميا ويعقد في منتصف 2026، ونحن نقوم بالتنسيق مع وزارة الخارجية والأجهزة المعنية للتعريف بجرائم الإرهاب ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية التي حصلت بحق أبناء شعبنا من المكونات المختلفة، ومنهم الإيزيديون والشبك والمسيحيون والتركمان وغيرهم، ونعرّف الشباب بهذه الجرائم وخطورتها والعمل على عدم عودة أي تنظيم إرهابي مستقبلا”.
من جانبه، قال مندوب العراق الدائم بالجامعة العربية، السفير قحطان الجنابي، في حديث لـ”الصباح”: إن “التجربة العراقية كبيرة بخصوص التعامل مع ضحايا الإرهاب، فلدينا الكثير من أبناء شعبنا ضمن هذه الفئة نتيجة الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبت طوال عقدين، مما أكسبنا خبرة كبيرة بالتصدي للإرهاب، لذلك نحن هنا في القاهرة لعرض تجربة العراق والاستفادة منها للقضاء على الإرهاب، والتضامن مع ضحايا الإرهاب في كل العالم، ونقل تجربتنا للدول الصديقة والشقيقة للوقوف صفا واحدا في التصدي للإرهاب وإنصاف ضحاياه”.
وبيّن، أنه “من هذا المنطلق، فإن العراق يتعامل مع هذا الموضوع بشكل إيجابي جدا، من خلال المؤسسات الوطنية داخل العراق، وقرارات الحكومة العراقية، والتعامل خارجيا مع المنظمات الدولية والإقليمية لوضع أطر وستراتيجيات تكافح الإرهاب والتطرف والتكفير، وأطر أخرى لإنصاف الضحايا”.
وأضاف الجنابي، “نعمل بجهود كبيرة مع الأشقاء في جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية، من أجل إنجاح المؤتمر الذي سيضيّفه العراق عام 2026 والخاص بدعم ضحايا الإرهاب، بالتنسيق مع الأمم المتحدة”.
وشهد اجتماع القاهرة، عرض تجارب وشهادات حيّة لضحايا الإرهاب وذويهم، من بينها: تجربة أحد الناجين من مجزرة “سبايكر” علي حسين كاظم من محافظة الديوانية، وكذلك أحد الناجين الإيزيديين فارس خضر، وكذلك والد أحد ضحايا الإرهاب بمجزرة الكرادة في مجمع “الليث” التجاري الحاج “حازم أبو عمار”.
أقرأ ايضاً
- في حي المعامل ببغداد... العتبة الحسينية ترسل وفدا طبيا من مستشفى السفير لتقديم الخدمات للمحتاجين والمتعففين
- كربلاء :العتبة العباسية تستعد لاقامة مهرجان فتوى الدفاع المقدّسة الثقافي التاسع
- المالكي: العراق سيواجه أزمتين.. وحملة "بغداد أجمل" زرق ورق