
ونحن في القرن الحادي والعشرون حيث التقنيات والتكنولوجيا حولت العالم الى قرية، والمشاريع باتت تنفذ بسرعة وتتسابق دول العالم على تنفيذ مشاريع انفاق تحت الارض، وقطارات المترو، وقطارات معلقة، وغيرها الكثير، تعاني ناحية "أبي غرق" في محافظة بابل منذ انشائها وحسب المعلومات المتوفر قبل (105) عام حيث انشئت عام (1920)، من خلوها بالكامل مركزا ومناطق سكنية واطراف وزراعية من فقدان شبكات مياه المجاري بنوعيها الثقيلة والامطار، كما تعاني من نقص في عدد من الخدمات وسوء في عدد آخر.
قرن وخمسة اعوام
وتناوب المواطنان "علي عبود المياحي" و"خضير الشمري" عن اهالي الناحية بالحديث لوكالة نون الخبرية بالقول ان" الناحية تحتاج الى كثير من الخدمات المهمة لكن اهمها عدم وجود شبكات مجاري المياه الثقيلة ومياه الامطار منذ انشاء الناحية قبل (105) عام وهي معضلة تشكل معاناة كبيرة جدا لجميع اهالي الناحية كبارا وصغارا وخاصة في فصل الشتاء والامطار وتوفيرها ينقذنا من كثير من المعاناة، وآخر يافطة قرأتها على الطريق الرابط بين محافظتي بابل وكربلاء المقدسة كانت موضوعة قرب المتنزه ومكتوب فيها ان الجهة الحكومية الفلانية ستنفذ مشروع انشاء شبكات المجاري في منطقتي الكفل وأبي غرق في العام (2007) ولم ينفذ اي مشروع الى الآن ونحن في العام (2025)، وعندما بحثنا عن السبب وجدنا ان المشروع تم اقراره واكملت مخططاته وتصاميمه وكانت احدى الشركات تستعد لتنفيذه الا ان احد المسؤولين المتنفذين في المحافظة رفض تنفيذ مشروع شبكات المجاري لان منطقة الرفع ستكون قريبة من محل سكنه ولا يريد ان تكون الروائح بقربه، ولا نعلم بأي طريقة اوقفها، ولم تستملك حتى قطع الاراضي المخصصة ضمن التخطيط العمراني التي يمر بها المشروع ومنها مناطق الرفع الرئيسة التي تقع على "بزل حجي علي"، بالرغم من توفير جميع المحددات".
اسم على مسمى
ويشرح المواطنان معاناة اهالي الناحية من عدم وجود شبكات تصريف المياعه الثقيلة والامطار على الصغار والكبار بالقول ان" الناحية تصبح اسما على مسمى في فصل الشتاء وهطول الامطار حيث تغرق الاعم الاغلب من الشوارع وتصبح المياه الآسنة والاوحال سيدة الشارع، كما تسببت تلك المياه المتجمعة في الشوارع التي يصل ارتفاعها الى ( 30 ــ 40) سنتمتر احيانا الى الحاق الضرر بالتبليط وتكسر الكثير منها، بالرغم من تبليط بعضها في العام الماضي، واكثر المعاناة تصيب الطلاب والطالبات والموظفين واصحاب المهن الذين يضطرون الى السير في المياه للوصول الى مناطق دراستهم او عملهم، كما تضطر المدارس في احيان كثيرة بايام المطر الشديد الى تعطيل الدوام، لان الكثير من المدارس بعيدة عن الاحياء ومن الصعب وصول طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية اليها، ومن الامور المضحكة ان الشوارع المبلطة في الناحية كانت مرتفعة من الوسط واكتافها اليمين والشمال ترابية وكانت المياه تتصرف الى الجانبين ببطء ولا يتضرر الشارع، الا ان البلدية قامت بانشاء الارصفة في مجموعة من شوارع المركز التي لا توجد فيها شبكات مجاري بنوعيها الثقيلة والامطار، فاصبحت عرضه للغرق مع اي مطر يهطل، وذهبت الاموال الضخمة التي انفقت عليها ادراج الرياح، وهناك الكثير من البيوت والمدارس والدوائر المنخفضة عن مستوى الشارع تغرق ايضا في حال هطلت الامطار بشدة، اما في فصل الصيف فنسمع بلندن "مدينة الضباب"، اما ناحية أبي غرق فتستحق ان نسميها "مدينة التراب"، ويتعرض الساكنين الى هبوب الاتربة في الصيف بشكل مستمر، وما يطالب به الاهالي هو تنفيذ مشاريع شبكات المجاري وتبليط الشوارع وتشييد الارصفة ورصفها بالطابوق المقرنص وتأثيث الشوارع كما معمول به في اغلب شوارع العراق".
خدمات سيئة ومفقودة
وعن ابرز الخدمات السيئة او المفقودة قالا ان" في الناحية شارع (80) بوشر بالعمل به في العام (2012) والى الآن لم يكتمل ولا نعلم اين ذهبت الاموال المخصصة له، والتي حسب ما سمعنا مقدارها بحدود (9) مليار دينار عراقي، وكانت مدة تنفيذه محددة بـ(300) يوم منذ الخامس من آب من عام (2012)، والغريب انه مشروع تأهيل للشارع وليس انشاء جديد، اما في مجال الطاقة الكهربائية فكانت في الناحية محطتين تحويليتين احدهما عند السوق والاخرى في حي الامام الحسين (عليه السلام)، لغرض تشغيل محطة الماء، واضيفت في المدة الماضية محطتين جديدتين احدهما قرب معمل ثلج "ابو غرق" والاخرى، داخل حي الشرطة، ورغم انهن يسهمن بفك الاختناقات او اطفاء جزئي للمنظومة لكن مشكلة الناحية في التجهيز الرئيس للكهرباء الوطنية التي تعتبر تجهيزها سيء، كما تحتاج الناحية الى بناء عدد من المدارس حيث لم تعد المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية تكفي لاستيعاب الطلبة، ومثال ذلك حي الشرطة فيه مدرسة ابتدائية واحدة فقط بوجبتي دوام وقام احد المحسنين ببناء صفين دراسيين اضافيين ثوابا على روح والده الذي توفى"، مستدركين بالقول "بالرغم من انجاز مدارس جديدة ضمن العقد الصيني الا ان الحاجة اكبر من ذلك بكثير، ويضطر الكثير من الطلبة والطالبات التنقل الى مسافات بعيدة للالتحاق بالمدرس المتوسطة والاعدادية وفي الناحية اعدادية واحدة للبنين، واثنان للبنات، لافتين النظر الى ان" الكثير من المشاريع تنفذ دون جدوى اقتصادية او بطريقة تنفيذ سيئة لا تستحق انفاق تلك المبالغ الكبيرة عليها".
قاسم الحلفي ــ بابل
أقرأ ايضاً
- تعرف على قصة مصفاة نفط عراقية في مقديشو مهجورة منذ 45 عامًا
- طبيب اختصاص:التعامل مع الحيوانات الاليفة غير صحية لحياة الانسان (فيديو)
- ضمن خطط مركز الهادي لاعتلال العضلات.. شهادات واعتمادات دولية ومشروع "الميثاق الوطني" وخزع وتحاليل تجرى في العراق